نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 148
وقد بين -صلى الله عليه وسلم- أن: "من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألحم يوم القيامة بلجام من نار" [1]، فتبين بذلك وغيره أن العلم النافع الذي هو أحد أركان الحكمة لا يكون إلا مع العمل به، ولهذا قال سفيان [2] في العمل بالعلم والحرص عليه: (أجهل الناس من ترك ما يعلم، وأعلم الناس من عمل بما يعلم، وأفضل الناس أخشعهم لله) [3]، وقال -رحمه الله-: (يراد للعلم: الحفظ، والعمل، والاستماع، والإنصات، والنشر) [4].
وقال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (تعلموا، تعلموا فإذا علمتم فاعملوا) [5].
وقال -رضي الله عنه-: (إن الناس أحسنوا القول كلهم، فمن وافق فعله قوله فذلك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله فعله فإنما يوبخ نفسه) [6].
وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (يا حملة العلم اعملوا به، فإنما العالم من علم ثم عمل، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، تخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف عملهم علمهم، يقعدون حلقا فيضاهي بعضهم بعضا، حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله -عز وجل-) [7].
وقال أبو الدرداء [8] -رضي الله عنه-: (لا تكون تقيا حتى تكون عالما، ولا تكون بالعلم جميلا حتى تكون به عاملا) [9]. [1] الترمذي: كتاب العلم، باب ما جاء في كتمان العلم (5/ 29). [2] سفيان بن عيينة بن أبي عمران، الإمام الكبير شيخ الإسلام، ولد سنة (107هـ) عاش 91 سنة.
انظر: سير أعلام النبلاء (8/ 454 - 474). نفس المصدر السابق (1/ 81). [3] أخرجه الدرامي في سننه، في المقدمة، باب فضل العلم والعمل، (1/ 81). [4] نفس المصدر السابق (1/ 81). [5] أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 195). [6] أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 6). [7] أخرجه ابن عبد البر في جامع العلم وفضله (2/ 7). [8] هو الصحابي الجليل عويمر بن عامر، وقيل: مالك أو ثعلبة بن قيس بن أمية الخزرجي الأنصارى، أسلم يوم بدر، وشهد أحدًا وما بعدها، وهو حكيم هذه الأمية، توفى لسنتين بقيتا من خلافة عثمان -رضي الله عنه- وقيل بعد صفين، الإصابة (3/ 46). [9] أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 7).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 148