نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 117
يصادفهم من الرجال والنساء والأطفال، دون تمييز، استمرت المذبحة طوال مساء ذلك اليوم وطوال الليل ولم يكن علم تانكرد [1] عاصما للاجئين إلى المسجد الأقصى من القتل، ففي الصباح الباكر من اليوم الثاني دخلت باب المسجد ثلة من الصليبيين فأجهزت على جميع اللاجئين وحينما توجه ريموند آجيل في الضحى لزيرة ساحة المعبد أخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه. وفر يهود بيت المقدس جميعا إلى معبدهم الكبير، غير أنه تقرر إلقاء القبض عليهم بحجة أنهم ساعدوا المسلمين فلم تأخذهم الرحمة والرأفة، فأشعلوا النار في المعبد، ولقي اليهود بداخله مصرعهم محترقين. يقول: (وتركت مذبحة بيت المقدس أثرًا عميقا في جميع العالم، ليس معروفا بالضبط عدد ضحاياها [2] غير أنها أدت إلى خلو المدينة من سكانها المسلمين واليهود) [3].
فانظر الفرق الشاسع بين دخول الصليبيين هذه المدينة المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود، وبين دخول القائد المسلم صلاح الدين، وفي الأندلس عندما استولى النصارى الحاقدين ألحقوا بالمسلمين ضروبا من الأذى والظلم والجور والعدوان، يصور ذلك الدكتور توفيق الطويل في إيجاز فيقول:
(وقد استنفدت الكنيسة جهدها في إقناع المسلمين المقيمين في إسبانيا، لكي يرتدوا عن دينهم ويعتنقوا المسيحية دينا، وعلى غير جدوى ما بذلت من جهود، فاستجمعت محكمة التفتيش كل قواها، واعتصمت بالجرأة والتعصب، وصبت عذابها على المسلمين في غير رفق ولا عدالة حتى اعتنق النصرانية من خر في ميدان الكفاح، وهاجر من خار بين التمسك بعقيدته، واحتمال آلام العذاب، وفي عام 1609 و1910 تم إجلاء ألوف المسلمين عن إسبانيا بعد أن أغرقوا بدمهم أرضها، وكتبوا في المقاومة أنصع الصفحات في تاريخ الجهاد في سبيل الله) [4]. [1] أحد قواد الصليبيين، لما رآه المسلمون استسلموا ورفعوا علمه على المسجد. [2] ذكر ابن الأثير انهم يزيدون على سبعين ألفا (8/ 189). [3] انظر: تاريخ الحروب الصليبية (1/ 404 - 405). [4] انظر: قصة الاضطهاد الديني في المسيحية والإسلام (71 - 72).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 117