responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 116
وكثيرا ما كان الفتح الإسلامي مخلصا لكثير من طوائف النصاري من حقد واضطهاد وظلم، وبجانب عامل العدل والتسامح الذي عرف به الفاتحون المسلمون كان هذا من العوامل التي جعلت الكثير من المسيحيين يفضلون الحكم الإسلامي على حكم أبناء دينهم من أتباع الطوائف الأخرى [1].
ثالثا: العدل فيما بينهم وبين غيرهم من الأمم:
وإذا فتحنا ملفات التاريخ وجدنا النصارى قد بلغو منتهى الظلم والاضطهاد لمن يقع تحت حكمهم وسلطانهم من أهل الأديان الأخرى من قتلهم وترحيلهم واضطهادهم، وكانت أعمالهم الانتقامية سياسية ثابتة تستهدف إفناء الخصوم ومحو آثارهم، فقد ارتكبوا الكثير من المذابح التي دبرت ونفذت بوحشية بالغة ارتكبوا فظائع وجرائم يندي لها جبين الإنسانية ومن الشواهد التاريخية في ذلك ما فعلوه بسكان بيت المقدس إبان استيلائهم عليها، عندما تخاذل العبيديون للدفاع عنها، إذ اكتفى واليهم آنذاك -افتخار الدولة- بتأمين نجاته مع حرسه الخاص، وترك المدينة للصليبيين يعيثون فيها فسادًا، بعد أن دافع عنها دفاعا هزيلا، ذرا للرماد في العيون [2].
وإليك ما قاله (القس ريمند) وهو شاهد عيان من النصارى: (وشاهدنا أشياء عجيبة، إذ قطعت رؤوس عدد كبير من المسلمين، وقتل غيرهم رميا بالسهام، أو أرغموا على أن يلقوا بأنفسهم من فوق الأبراج، وظل بعضهم يعذب عدة أيام، ثم أحرق في النار، وكنت ترى في الشوارع أكوام الرؤوس والأيدي والأرجل والأقدام، وكان الإنسان أينما سار فوق جواده يسير بين جثث الرجال والخيال) [3].
ويقول المستشرق ستيفن ونسيمان في وصف ذلك: (على أنه لم ينج من المسلمين بحياتهم إلا هذه الفئة القليلة - وهم افتخار الدولة والي العبيدين على القدس وحرسه الخاص - إذ أن الصليبيين وقد زاد في جنونهم ما أحرزوه من نصر كبير بع شقاء وعناء شديد، انطلقوا في شوارع المدينة، وإلى الدور والمساجد يقتلون كل من

[1] انظر: وسطية أهل السنة بين الفرق (198).
[2] أنظر: وسطية أهل السنة بين الفرق (199).
[3] انظر: وول ديورانت، قصة الحضارة، (15/ 25).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست