نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 115
بعضا، فكل فرقة تحرم الأخرى ولا تدعها تلج معبدها، فالملكية [1] تكفر اليعقوبية [2] وكذلك الآخرون، وكذلك النسطورية [3] والآريوسية [4] كل طائفة تكفر الأخرى ... ) [5].
وكمثال على ما ذكر من ظلم أمة النصارى وجور بعضهم على بعض، ما لاقاه أقباط مصر - وهم من الطائفة اليعقوبية- من ظلم واضطهاد على يد أبناء دينهم البيزنطيين الذين كانوا يحكمونهم قبل الفتح الإسلامي لمصر.
يقول المستشرق توماس آرنولد: ( ... فإن اليعاقبة -وهم الأقباط- الذين كانوا يكونون السواد الأعظم من السكان المسيحيين، قد عوملوا معاملة مجحفة من أتباع المذهب الأرثوذكسي [6] التابعين للبلاط، الذين ألقوا في قلوبهم بذور السخط والحنق اللذين لم ينسهما أعقابهم حتى اليوم، كان بعضهم يعذب ثم يلقى بهم في اليم، وتبع كثير منهم بطريقهم إلى المنفى لينجوا من أيدي مضطهديهم، وأخفى عدد كبير منهم عقائدهم الحقيقية، وتظاهر بقبول قرار خلقدونية [7].
وقد جلب الفتح الإسلامي إلى هؤلاء القبط - ذلك اللفظ الذي يطلق على المسيحيين من اليعاقبة في مصر - حياة تقوم على الحرية الدينية التي لم ينعموا بها قبل ذلك بقرن من الزمان) [8]. [1] الملكية: أو الملكانية: أصحاب ملكان الذي ظهر في أرض الروم، ومعظم الروم ملكانية، صرحوا بإثبات التثليث، وقالوا: إن الكلمة اتحدت بجسد المسيح، وتدرعت بناسوته، انظر: الشهرستاني، الملل والنحل، (2/ 27). [2] اليعقوبية: نسبة إلى يعقوب البرذعي، مصري ظهر في منتصف القرن السادس الميلادي يقول: إن المسيح ذو طبيعة واحدة امتزج فيه عنصر الإله بعنصر الإنسان، وتكون من الاتحاد طبيعة واحدة جامعة بين اللاهوت والناسوت، انظر محاضرات في النصرانية (140 - 159). [3] النسطورية: نسبة إلى نسطور الحكيم الذي ظهر في زمان المأمون، يرى العذراء لم تلد إلها، انظر: الشهرستاني، الملل (2/ 29). [4] الآسيوية: أصحاب آريوس، وكان قسيسا بالإسكندرية، ومن قوله: التوحيد المجرد وأن عيسي مخلوق وأنه كلمة الله انظر: ابن حزم الفصل: (1/ 28). [5] هم اتباع الكنيسة الشرقية: انظر: المسيحية (238). [6] انظر محاضرات في النصرانية: لأبي زهرة (137). [7] نفس المصدر السابق، ص (137). [8] الدعوة إلى الإسلام (133).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 115