responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 118
وأما في العصر الحاضر فأقرب الشواهد إلى الذاكرة على ظلم النصارى ومبلغ حقدهم واضطهادهم، ما فعله نصارى لبنان الموارنة ضد المسلمين الفلسطينيين في مخيمي (صبرا وشاتيلا) من مجازر ومذابح أودت بأرواح الآلاف من قاطني المخيمين مع ما صاحب ذلك من النهب والتدمير الشامل لمحتويات المخيمين وذلك عقب اجتياح الجيش اليهودي الصهيوني لمدينة بيروت وغيرها من المدن اللبنانية عام 1982م، 1402هـ.
يقول أحد شهود العيان: ( ... دفنت في يوم واحد عددًا إجماليا مائة وثلاثة جثث .. وعندما دخلت المخيم رأيت اللحم ملزقا على الحيطان وتستطيع أن تقول كل أساليب القتل قد استخدمت: الساطور، البارود، الرصاص، العصى، كاتم الصوت ... وكان بين الضحايا من كان عمره تسعين سنة ... ومن بين الذين دفناهم أطفال أعمارهم بين 6 - 7 سنوات ونساء من مختلف الأعمار، كانوا أي: النصارى -يقتلون كل شيء يتحرك أمامهم) [1].
فقد أصبحت معلومة لكل إنسان على وجه المعمورة من اغتصاب وقتل وذبح وتشريد. إن النصارى ما كانوا في عدائهم عدولا، ولا رحماء بمخالفيهم، كما هو شأن الإسلام، فقد كانت أعمالهم بخصومهم تفوق كل وصف، ولولا ما نقله شهود العيان مما أنزلوه بغيرهم من الظلم والعدوان لما استطاع المرء أن يصدق هذه الأعمال الموغلة في الوحشية والشناعة، من قوم لا دين لهم، فضلا عن قوم يدعون انهم أتباع المسيح -عليه السلام-، وبهذه اتضح ملمح من ملامح الوسطية وكيف مارسته أمة الإسلام مقارنا مع غيرها من أهل الكتابين واتضح لنا أنهم حادوا عن العدل إلى الظلم.

[1] وجاء دور المجوس (2/ 58 - 59).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست