نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 243
برجله، فألقاه على الأرض، ووقف فوقه فمات شهيداً. ورأى الناس قائدهم صريعاً، فاستقتلوا وأعملوا سيوفهم في الفيل حتى قتلوه، ثم تتابع سبعة رجال من ثقيف قوم أبي عبيد بن مسعود الثقفي، كلهم يأخذ الراية ويقاتل حتى يموت؛ حتى أخذ الراية المثنى بن حارثة الشيباني [1]، فوقف واللواء بيده ينادي: "يا أيها الناس! دونكم فاعبروا"، ولكنّ عبد الله بن مرثد الثقفي قطع الجسر قائلاً: "يا أيها الناس! موتوا على ما مات عليه أُمراؤكم ... أو نظفر" [2].
وأخيراً استطاع المثنى ترتيب انسحاب المسلمين بعد تكبدهم خسائر فادحة بالأرواح، وتعتبر خطة انسحاب المثنى مثالاً رائعاً لخطط الانسحاب في تاريخ الحرب كله.
6 - في القادسية:
أ) وفي معركة (القادسية) قالت امرأة من (النخع) لبنيها الأربعة الذين شهدوا المعركة: "إنكم أسلمتم فلم تبدّلوا، وهاجرتم فلم تُثْرِبوا، ولم تَنْبُ بكم البلاد، ولم تقحمكم ألسنة؛ ثم جئتم بأمكم عجوز كبيرة فوضعتموها بين يدي أهل فارس ... والله إنكم لبنو رجل واحد، كما إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت حالكم ... انطلقوا فاشهدوا أول القتال وآخره"، فأقبلوا يشتدُّون [3]. [1] انظر تفاصيل سيرته في: قادة فتح العراق والجزيرة، ص 25 - 44. [2] انظر التفاصيل في الطبرى 2/ 639 - 643، وابن الأثير 2/ 167، والبلاذري
ص 252 - 253، والبدء والتاريخ 5/ 170، وفي المعارف ص 401: أن أبا عبيد
ضرب الفيل فوقع عليه الفيل فقتله. [3] الطبري 3/ 53.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 243