نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 242
لا والله، لا نأكل مما أفاء الله عليهم إلا مثل ما يأكل أوساطهم" [1]. وفي معركة (الجسر) وهي معركة (قسّ الناطِف) [2]، بعث قائد الفرس إلى أبي عبيد: "إما أن تعبروا إلينا ونَدَعكم والعبور، وإما أن تَدَعونا نعبر إليكم". فقال أبو عبيد: "والله لأقطعنّ الفرات إليهم ... لا يكونون أجرأ على الموت منا" [3].
وعبر المسلمون على جسر (المِرْوَحة) [4] في الضفة الغربية للفرات إلى (قسّ الناطف) في الضفة الشرقية، وكان تعداد جيش المسلمين أقل من عشرة آلاف مقاتل، فلم يمهلهم الفرس بعد عبورهم، بل هاجموهم بعنف شديد. وكان على مقدمة الفرس فِيَلَة مدربة أخافت خيول المسلمين ففرت خيول المسلمين لا تلوي على شيء.
واشتد الأمر بالمسلمين، فترجَّل أبو عبيد والناس ومشوا إلى الفرس وصافحوهم بالسيوف، ولكن الفيلة صدّت المسلمين وبعثرتهم، فنادى أبو عبيدة: " احتوشوا [5] الفيلة، وقطّعوا بِطنها [6]، واقلبوا عنها أهلها"، ووثب أبو عبيد على فيل أبيض، فقطع حزامه، فوقع الذين على ظهره، ثم ضرب خرطومه بالسيف، ولكن الفيل خبط أبا عبيد وضربه [1] الطبري 2/ 637. [2] قس الناطف: موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي، انظر التفاصيل في معجم البلدان 7/ 88. [3] الطبري 2/ 640. [4] المروحة: موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الغربي، انظر التفاصيل في معجم البلدان 8/ 32. [5] احتوش القوم الصيد: إذا نفَّره بعضهم على بعض. [6] البطن: جمع بطان، وهو الحزام.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 242