نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 244
وشهدت الخنساء الشاعرة المشهورة معركة (القادسية)، ومعها بنوها أربعة رجال، فحرَّضتهم على القتال، وأمرتهم بالصبر، وحثتهم على الإقدام.
وباشر أولاد الخنساء القتال، وقُتِلوا واحداً بعد واحد، فلما علمت الخنساء باستشهادهم قالت: "الحمد لله الذي أكرمني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته" [1].
ب) وفي هذه المعركة أيضاً، كان أبو مِحْجَن الثقفي [2] في السجن قد قيِّد وحبس في مقر سعد بن أبي وقاص، فصعد إلى سعد حين أمسى يستعفيه فردَّه سعد، فأتى سلمى بنت خصَفة زوج سعد، فقال: "يا سلمى! يا بنت آل خصفة! هل لك إلى خير"؟؟ فقالت: "وما ذاك"؟! فقال: "تخلّين عني وتعيرينني (البلقاء) [3]، فالله عليّ إن سلّمني الله أن أرجع إليك حتى أضع رجليّ في قيدي"! فقالت: "وما أنا وذاك"! فرجع يرسف في قيوده ويقول: كفى حزناً أن تردّى [4] الخيل بالقنا [5] وأُترك مشدوداً في وثاقيا إذ قمتُ عَنَّاني الحديد وأُغلقت مصاريع دوني قد تصمّ المناديا ولله عهد لا أخيس [6] بعهده لئن فرجت ألا أزور الحوانيا" [7] فلما سمعت سلمى ذلك رقّت له، فخلّت سبيله وأعطته [1] إرادة القتال في الجهاد الإسلامي، ص 14. [2] اسمه عمرو بن حبيب بن عمرو الثقفي. [3] البلقاء: اسم فرس سعد بن أبي وقاص. [4] تردى: تهلك. [5] القنا: اسم الجنس الجمعي لقناة. والقناة: الرمح الأجوف. [6] خاس العهد: نقضه وخانه. ويقال: خاس بالعهد، وخاس فيه. [7] الطبري 2/ 642.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 244