نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 245
الفرس، فقاتل قتالاً عظيماً. وكان يكبّر ويحمل فلا يقف بين يديه أحد، وكان يقصف الناس قصفاً منكراً، فعجب الناس منه وهم لا يعرفونه [1]. ورآه سعد وهو فوق القصر ينظر إلى القتال، فقال: "لولا أن أبا محجن محبوس لقلت: هذا أبو محجن وهذه (البلقاء) تحته".
فلما تراجع الناس عن القتال، عاد إلى القصر، وأدخل رجليه في القيد، فأعلمت سلمى سعداً خبر أبي محجن، فأطلقه وقال: "اذهب ... لا أحدُّك أبداً"، فتاب أبو محجن حينئذ وقال: "كنت آنف أن أتركها - يعني الخمرة - من أجل الحد [2]، فوالله لا أشربها أبداً" [3].
ج) وفي (القادسية) أيضاً، تكبَّد المسلمون خسائر فادحة بالأرواح من جراء هجوم الفيلة عليهم، فأرسل سعد إلى المسلمين من الفرس [4]، وسألهم عن الفيلة: "هل لها مَقَاتِل"؟ فقالوا: "نعم، المشافر والعيون، لا يُنتفع بها بعدها". وأرسل سعد إلى القعقاع بن عمرو التميمي وأخيه عاصم بن عمرو التميمي وقال لهما: "اكفياني الفيل الأبيض"، وكانت الفيلة كلها آلفة له، وكان بإزائهما. وأخذ القعقاع وعاصم رمحين أصمّين [5] ليّنين، ودبا في خيل ورَجِل فقالا: "اكتنفوه لتحيّروه"، ثم وضعا رمحيهما معاً في عيني الفيل الأبيض، فنفض الفيل رأسه وطرح سائسه ودلىّ مشفره، فنفحه القعقاع فرمى به [1] لم يكن مجهول المكان طبعاً، فالناس يعرفونه حق المعرفة، ولكنهم كانوا يعلمون أنه في السجن، لذلك أشبه عليهم أمره، أو كان متلثماً يخفي وجهه. [2] أسد الغابة 5/ 291. [3] الإصابة 7/ 170، والاستيعاب 4/ 1748. [4] من أمثال سلمان الفارسي رضي الله عنه. [5] الأصم: الصلب المصمَت.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 245