responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 527
ب- الحاكم الصالح:
إن الحاكم إذا كان صالحا، مستوفيا للصفات الشرعية، فإنه يكون إحدى الدعائم القوية التي تشد من أزر دولة الإسلام وتعينها على القيام بوظائفها السامية خير قيام، استجلابا للخير ودفعا للشر.
وبقدر ما يأتي الخير ويكثر في وجود الإمام الصالح، بقدر ما يتفاعل الشر وتتفاقم الفتن في حالة خلو الزمان منه، يقول الإمام أحمد رحمه الله: «الفتنة إذا لم يكن إمام يقوم بأمر الناس» ويقول أيضا: «لابد للناس من حاكم، أتذهب حقوق الناس؟» [1].
والأصل في الإمام أن يكون صالحا في نفسه، قدوة لغيره، فكلمة (الإمام) نفسها تدل على ذلك، فمعنى الإمام: القدوة، ومنه قيل لخشبة البناء: إمام، ويقال للطريق: إمام، لأنه يؤم فيه المسالك، أي يقصد [2].
وقد قال الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة: 124] أي «جعلناك إماما للناس يأتمون بك في الخصال، ويقتدي بك الصالحون» [3].
ولهذا فإن الذين يفتقدون إلى الصلاح لا يستحقون الإمامة، فإبراهيم عليه السلام قال لربه بعد ما بشره بالإمامة: {وَمِن ذُرِّيَّتِي} [البقرة: 124] على جهة الاستفهام، أي ومن ذريتي يا رب ماذا يكون؟ فأخبره الله تعالى أن فيهم عصاة ظالمين لا يستحقون الإمامة, قال {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124] والعهد المراد في الآية هو: النبوة أو الإمامة، أو ولاية الأمر [4].

[1] الأحكام السلطانية لأبي يعلي، ص19.
[2] انظر: لسان العرب، مادة (أمم) (1/ 134).
[3] تفسير القرطبي (2/ 107).
[4] تفسير الطبري (3/ 24).
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 527
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست