responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 526
القانون المدني، والقانون الجنائي، والقانون العام بحيث يكون ذلك كله مستمدا من المصادر المذكورة، إن هذه الدعامة عندما تقوم على ما ينبغي تقوى الدولة المسلمة وتحمي أنظمة الحياة من عبث العابثين الذين لا يدركون الحق في سياسة الرعية، أو يدركونه لكنهم ينحرفون عنه، لقد جاءت هذه الشريعة لسد حاجة المسلمين من الأحكام فما توفى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا وقد بيَّن لأمته كل شيء، ولم يبق للعلماء في ذلك من دور إلا إظهار حكم الله ورسوله وتفسير النصوص الشرعية وفق قواعد الإسلام الكلية.
إن تطبيق الشريعة الإسلامية يحقق نتائج طيبة في حياة المسلمين، ومن هذه النتائج تهذيب النفس من الشرور والآثام وترويضها على الخير، لذا كان الوازع الديني ثمرة من ثمارها يمنع من ارتكاب الجريمة، ويحاسب النفس عليها، ويكون ماثلا أمام العين مما يجعل النفس تخشى الله وتتقيه دائما وأبدا، كما أنها تحقق المساواة بين المسلمين في الحقوق والواجبات وتنشر العدالة في الدولة الإسلامية لجميع ساكنيها، كما أن في تطبيقها نزول البركة، وتوالي النعم، إذ ليس هنالك طريق مستقل لحسن الجزاء في الآخرة، وطريق مستقل لصلاح الحياة في الدنيا إنما هو طريق واحد، تصلح به الدنيا والآخرة، وفي تطبيقها بركات في النفوس وبركات في المشاعر وبركات في طيبات الحياة، فالبركة قد تكون مع القليل إذا أحسن الانتفاع به، ومن نتائج تطبيقها بناء مجتمع إسلامي معتز بدينه وعقيدته بما التزمه من سلوك مصدره كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , ففيهما المواد اللازمة لبناء الفرد المسلم والجماعة المسلمة والأمة المسلمة والدولة المسلمة، كما أن من النتائج حفز الهمم، وبعث النفوس إلى الأخذ بأسباب العلم والحضارة والرقي والتقدم لما تضمنته تلك الشريعة من الدعوة إلى الحياة كما أنها تتضمن نبذ عفن الحياة الحضاري لمجتمعات الرذيلة أيا كانت وأينما وجدت [1].

[1] انظر: تطبيق الشريعة الإسلامية، د. عبد الله الطريقي، ص60، 61.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست