responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 205
تقديم محابه وإن خالفت هواه, وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه, وموالاة من والى الله ورسوله, ومعاداة من عاداه, واتباع رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , واقتفاء أثره, وقبول هداه) [1].
ويقول ابن القيم في «النونية»:
شرط المحبة أن توافق من تحب ... على محبته بلا عصيان
فإذا ادعيت له المحبة من خلا ... فك ما يحب فأنت ذو بهتان
أتحب أعداء الحبيب وتدعي ... حبًا له ما ذاك في إمكان
وكذا تعادي جاهدًا أحبابه ... أين المحبة يا أخا الشيطان؟
ليس العبادة غير توحيد المحبة ... مع خضوع القلب والأركان (2)

وبعد أن بينت حقيقة الإيمان وشروطه التي يتحقق بها التمكين لدين الله والنصرة على الأعداء يتضح لنا: أن الفرد بغير الإيمان الحقيقي بالله, ريشة في مهب الريح, لا تستقر على حال, ولا تسكن إلى قرار, والإنسان بغير الدين الإسلامي يتحول إلى حيوان شره, أو وحش مفترس, لا تستطيع الثقافة الوضعية ولا القانون الجاهلي أن يحدا من شراهته أو يمنعاه من الافتراس.
والمجتمع بغير دين صحيح, وإيمان قوي, مجتمع متوحش مظلم متألم, وإن لمعت فيه بوارق الحضارة المهترئة وامتلأ بأدوات الرفاهية وأسباب النعيم الحسي, فهو مجتمع البقاء فيه للأقوى, لا للأفضل والأتقى, مجتمع تقرأ التعاسة والشقاء في وجوه أصحابه, وإن زينوا وجوههم بأنواع الأصباغ والمحسنات, وركبوا الطائرات, وسكنوا العمارات واغتصبوا أعظم الثروات, فهو مجتمع تافه رخيص هزيل, لأن غايات أهله غايات ساذجة, سطحية هزيلة لا تتجاوز

[1] معارج القبول (2/ 424).
(2) النونية, ص158.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست