responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 206
شهوات البطون والفروج, قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} [محمد: 12].
بخلاف مجتمع الإيمان والإسلام المبني على الحب في الله والرضا بكل ما صدر عن الله عز وجل واهب الحياة ومنشئ الخلق, وصاحب الأمر والنهي المطلق في الوجود كله, وهذا أمر طبيعي, في أن يحب الإنسان ربه, وخالقه ورازقه, لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها, وأي إحسان كإحسان من خلق فقدر وشرع فيسر, وجعل الإنسان في أحسن تقويم, ووعد من أطاعه بجنة الخلد التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر.
لهذا كله ولأكثر منه, أحب المؤمنون ربهم حبًا لا يقاس بغيره مما هو دونه, فقدموا أنفسهم وأهليهم وأموالهم في سبيل الله, بلا تردد أو منة, بل اعتبروا ذلك تفضلاً من الله عليهم, أن فتح لهم باب الجهاد والاستشهاد في سبيله ويسر لهم أسبابه, فقاموا بذلك الواجب خير قيام [1].
إن الإيمان الحقيقي بالله, هو الذي ينبعث منه الحب في الله الذي يحرك إرادة القلب, ويوجهها إلى المحبوبات وترك المحظورات, وكلما ازداد الإيمان بالله في نفس المؤمن كلما ازدادت المحبة في الله لديه قوة وصلابة, وتحول المر حلوًا, والكدر صفاء, والألم شفاء, والنصرة جهادًا, والابتلاء رحمة, والإحجام عن نصرة أهل الحق خيانة, وتراجعًا عن الإسلام.
فالحب في الله أخص من الرضا وأعمق أثرًا حيث إنه الضمان الوحيد لترابط المجتمع واحترام حقوقه [2] , ولذلك ورد في الحديث الشريف: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا, ولا تؤمنوا حتى تحابوا, أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [3].

[1] انظر: كتاب الإيمان وأثره في الحياة, د. القرضاوي, ص5 - 12.
[2] انظر: الموالاة والمعاداة للجلعود (1/ 245).
[3] رواه مسلم, كتاب الإيمان, بيان لا يدخل الجنة إلا المؤمنون (1/ 74) رقم 93.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست