وإذا أتت عليَّ عاد ليلة مظلمة ‘ رئب ريوب الكعب وولاهم شربة، وقال: اكفوني الميمنة أكفيكم المشأمة، وليست فيه لعثمة [1] إلا أنه ابن أمة. فقالت المرأة: هذا عيب يسير، قد اخترته، قال لها: كما أنت بقي، خذي مني أخي ذا العفاق! صفاق أفاق يعلم الناقة والساق، عليه من الله إثم لا يطاق، قالت: اخترته، قال: كما أنت، فقد بقي: خذي مني، أخي حربنا إذا غزونا، وآخرنا إذا استجبنا وعصمة أبناءنا إذا سنونا وصاحب خطبنا إذا التجينا، ولا يدع فضله علينا، وفاصل خطة أعيت علينا.
قالت: قد اخترته، قال: كما أنت، فقد بقيت أنا، قالت: فحدثني عن نفسك، قال: أنا لقمان بن عاد، لعاديه لا يعاد، إذا اضجعت لا أجلنطي، ولا تملأ رئتي جنبي، ولا يما ريني أن أري مطمعي ‘ فحدأة تلمع، وألا أري مطمعي فوقاع يصلع، قالت: لا حاجة لي بك، فأنت سارق، وقد أخذت حربنا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما قال: خذي مني أخي كذا وكذا يقول بعض نساء وفي بعض طرقة أم حبيبة أخذت هذا يا رسول الله فيقول: رويدك، فإني لم أفرغ من حديثهم. وفي رواية: لا تعجلي قد بقي.
- ليلة أخري في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -:
في هذه الليلة تحدث النبي - صلى الله عليه وسلم - مع نساءه كعادته، فتحدث معهم حديث خرافة، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه ذات ليلة حديثا، فقالت امرأة منهن: كأن الحديث خرافة فقال: " أتدرين ما خرافة "؟ إن [1] أي لا توقف في ذكر مناقبه.