خرافة كان رجلا من عذره [1] سرقه الجن، فمكث دهرا ثم رجع، فكان يحدثهم بما رأي منهم من الأعاجيب فقال الناس: حديث خرافة. (2)
وروي ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الهوي، عن أنس - رضي الله عنه - فجعل يقول الكلمة، كما يقول الرجل عند أهله، فقالت: إحداهن كأن هذا حديث خرافة، فقال: " أتدرين ما خرافة "؟ إنه رجل من بني عذره، أصابته الجن، فكان فيهم حيناً فرجع إلي الإنس فجعل يحدث بأحاديث تكون في الجن ولا تكون في الإنس فحدث أن رجلا من الجن كان له أم فأمرته أن يتزوج فقال: إني أخشي أن أدخل عليك من ذلك مشقة أو بعض ما تكرهين فلم تدعه حتى زوجته فتزوج امرأة لها أم، فكان يقسم لامرأته ليلة ولأمه ليلة عند هذه .. وليلة عند هذه، فكان ليلة امرأته وأمه وحدها، فسلم عليها مسلم فردت السلام، فقال: هل من مبيت؟ قالت: نعم، قال: هل من عشاء؟ قالت: نعم، قال: هل من محدث بحديث الليلة؟، قالت: نعم، أرسل إلي ابني يأتيكم، قالوا: فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك؟ قالت: إبل وغنم، قال أحدهما لصاحبه: أعطي متمن ما تمن، وإن كان خيراً، فأصبحت وقد ملئت دارها إبلا وغنماً، فرأت ابنها خبيث النفس قالت: ما شأنك؟ لعل امرأتك أرادت أن تحول إلي منزلي وتحولني إلي منزلها؟ قال: نعم، قالت: فحولها إلي منزلي، وحولني إلي منزلها، فتحولت إلي منزل امرأته، وتحولت امرأته إلي منزل أمه، فلبثا ثم إنهما عادا والفتي عند أمه، فسلما فلم ترد السلام، فقالا: هل من مبيت؟ قالت: لا، قال: فعشاء؟ قالت: لا، قالا: فإنسان يحدثنا الليلة؟ قالت: لا، قالا: فما هذه الخشفة التي نسمعها في دراك؟ قالت: [1] قبيلة من اليمن مشهورة.
(2) رواه ابن أبي شيبة، وأبو يعلي، والبزار، والطبراني، والإمام أحمد ورجاله ثقات (سبل الهدي والرشاد في سيرة خير لعباد 12/ 31.