مثلا - فإن الدولة تجلب هذا النوع من الخارج وتبذل لهم كل ما يطلبونه منها من أموال ومساكن وغيرهما، مع امتيازات قد تنوء بحملها خزانتها، ومع كل هذا فإنها تلبي رغباتهم، لما تراه من الفائدة في خبراتهم التي سيستفيد منها الوطن والمواطن معا، وهذا حق لا نكران له، غير أنه كثيرا ما يكون في هؤلاء الخبراء عيوب أو مباديء لا توافق مزاج الشعب أو الدولة التي طلبتهم لمساعدتها، مع أنها في أشد الحاجة إلى خبراتهم، غير أنها تستقدمهم لما ذكر، فيحملون معهم أخلاقهم ومبادئهم، وقد لا توافق أخلاق المواطنين ومبادئهم، وفى هذا الخسارة العظمى على الوطن الذي استقدمهم، ذلك من جهة أخلاق أبنائه، وهذا ما لمسناه فيهم بلا جدال.
2 - الثاني ممن له قدرة على نشر الدين/ هيأة إسلاميه تقوم مقام الدولة في نشر الدين والعمل المثمر في سبيل الدعوة إليه، فيما إذا لم تقم به الدولة المسلمة، حسبما سبق الكلام عليه، فهذه الجماعة المسلمة تتولى جمع المال من أغنياء المسلمين لهذا الغرض، وتتكون من أعضاء صالحين لهم الخبرة الكاملة في الدعوة، وممن لهم غيرة على الدين والأخلاق الفاضلة التي قضى عليها الوقت بأساليبه المتنوعة واختراعاته العلمية التي كانت للدنيا فقط ولم يستفد منها الدين إلا قليلا، فقد أضلت خلقا كثيرا، وفتحت أمامهم أبواب الموبقات والمهلكات، فقد كثر المال والغناء في الناس، وبواسمطته امتدت الأبصار والأيدي وسارعت الأرجل بالسير إلى ما تشتهيه النفوس التي لم تستكمل