الآن لم تدخل في حسابها أنها مسولة أمام الله يوم القيامة عن تقصيرها في الدفاع عن الإسلام والعمل على نشره في ربوع العالم وتقوية الداعين إليه، ولا مفر لها من تحمل مسؤولية هذا التقصير الذي نراه في الحكومات الإسلامية، كما لا ينجيها من تبعة هذه المسؤولية أي اعتذار، في يوم الحساب على الأعمال، والله ولي التوفيق، والتوفيق من الله وحده.
فهذه الحكومات في كل وطن إسلامي إنما هي مهتمة بالسياسة والاقتصاد والصناعة وغير ما ذكر مما تراه يعود على خزينتها بالفائدة المادية فقط، أو على سمعتها - في خارج حدودها - كدولة، أما الجانب الديني - المسؤولة عنه - فهو مهمل وملغى من حسابها، فهي - مثلا - تكون رجالا للسلك الديبلوماسي الذين يمثلونها في الخارج، وفي المناسبات، أو لقضاء مصالحها الاقتصادية أو غيرها، وكثيرا ما يكون تمثيلهم لها فيه نقائص، علميا، أو أخلاقيا، أو حتى وطنيا، ولم يراع في تكوينهم الجانب الديني والأخلاقي، لأن الممثل الديبلوماسي المفروض والمطلوب فيه أن يكون نسخة طبق الأصل - الوطن الذي يمثله حتى في لباسه الذي طرح من الحساب تماما عند بعض الشعوب - وحتى يتعرف الناس منه ومن هيأته وسلوكه على صورة بلاده، وإلا كان تمثيله لبلاده ناقصا، وكثيرا ما يكون الممثل الديبلوماسي في واد والشعب الذي يمثله في واد آخر.
وأخرى فإننا لمسنا أن الحكومة تنظر إلى مصالح وطنها فقط فإذا كان الوطن أو المواطن في حاجة إلى خبراء اقتصاديين أو صناعيين -