إيمانها بعد، بحيث صار الناس لا يتكلمون في ملتقياتهم وسمرهم إلا على كسب المال والربح والأموال المدخرة في المصارف لقضاء الشهوات الخ، أما الجانب الديني فقد ألغي وأهمل من حساباتهم بتاتا إلا من القليل، وهذا غير كاف في توعية الجماهير الضالة من المسلمين شبابهم وشيبهم ذكرانهم وإناثهم، ولو نظر أغنياؤنا إلى نشاط الجمعيات المسيحية التي تتولى التبشير بالدين المسيحي - حتى في الأوساط الإسلامية وأوطانهم - وتتحمل ما تتحمل، وتتحول جموعها إلى أبعد الجهات في العالم، محاولة أن تنشر وتبشر بالدين المسيحي - ولو نظروا - بتأمل - لخجلوا ولأدركوا أنهم مقصرون ومقصرون - كثيرا - فيما هم مطالبون به أمام الله وأمام التاريخ، ومع هؤلاء الأغنياء في المسؤولية العلماء - بل هم أشد - الذين استكانوا للدعة والراحة، وتاقت نفوسهم إلى كسب المال هم أيضا، ونسوا المسؤولية والدار الآخرة، وبهذه المذكورات توقف انتشار الإسلام وتقدمه إلى الأمام، وأرى أن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا لا يضيع كالرماد تذروه الرياح، فقد قال، وقوله الحق، لأنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، فيما رواه الترمذي وغيره عن كعب بن عياض: "إن لكل أمة فتنة، وإن فتنة أمتي المال" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أيضا مخاطبا أصحابه حين تعرضوا له في المسجد بعد انتهائه من صلاة الصبح مؤملين منه أن يوزع بينهم المال الذي جاء به أبو عبيدة من البحرين لأنهم سمعوا بمقدمه به قال مخاطبا لهم: