ثم ختم بقوله: ((والدرجات العُلا من الجنة آمين)) كرّر سؤال الدرجات العُلا من الجنة، وهي أعلى مراتبها كما سبق؛ لأن هذا المطلب لا أسمى، ولا أفضل منه لكل راغب في ما عند اللَّه تعالى في أن يكون في أعالي الجنان على الدوام؛ ولهذا كرّره - صلى الله عليه وسلم - بعد كل جملة من جمل الدعاء خمس مرات دلالة على أنه حق على كل داعٍ أن يكون جلَّ دعائه في هذه الأمور.
قوله: ((اللَّهم إني أسألك خير ما آتي)) أي أسألك خير الذي آتيه من جميع الأمور, من الأقوال، والأفعال, والأخلاق كما دلَّ عليه اسم الموصول (ما).
ثم عطف عليه ((خير ما أفعل، وخير ما بطن، وخير ما ظهر)): من عطف الخاص على العام، والنكتة فيه معروفة؛ لأهميته، وشدة العناية به, ففيه سؤال اللَّه أن تكون كل أعماله، وأفعاله على الوجه الأكمل، والأمثل المرضي عنده - عز وجل -.
ثم ختم السؤال: ((وأسألك الدرجات العُلا من الجنة آمين)) مرة ثالثة, وهذا أقلّ درجات الإلحاح, وهذا يدلُّك على عظم هذا المطلوب, وأنه ينبغي أن يكون أكثر السؤال والمنوال, وهو دأب الراغبين في علو الهمة، والرغبة فيما عند اللَّه تعالى في دار الآخرة.
قوله: ((اللَّهم إني أسألك أن ترفع ذكري)): سأل اللَّه أن يُعلي ذكره بالثناء عليه؛ لأنه يترتب على ذلك مصالح من قبول الحق, وامتثال الموعظة الحسنة، وهذا قد سأله خليل الرحمن إبراهيم: {وَاجْعَلْ