responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 244
وَفِي الْيَوْم التَّالِي لما جَاءَ قباذ إِلَى الْمجْلس وَجلسَ مزدك على كرسيه ووقف أنوشروان أَمَام سَرِير الْملك وَحضر الموبذون وكبار الْقَوْم قَالَ الموبذ لمزذك أتسأل أَنْت أم أسأَل أَنا قَالَ مزدك أَنا فَقَالَ الموبذ بِمَا أَنَّك سَتَكُون السَّائِل وَأَنا الْمُجيب فتعال إِذن إِلَى مَكَاني هُنَا لأتحول أَنا إِلَى مَكَانك هُنَاكَ فاعترى مزدك الخجل وَقَالَ ان الْملك هُوَ الَّذِي أجلسني هُنَا سلني أجبك قَالَ الموبذ لقد أبحت الْأَمْوَال أوليس يَبْنِي النَّاس القناطر ويقيمون الرَّبْط ويفعلون الْخَيْر ابْتِغَاء الدَّار الْآخِرَة فَأجَاب مزدك أجل قَالَ الموبذ فَإِذا مَا أبيحت الْأَمْوَال فَلِمَنْ يكون ثَوَاب أَفعَال الْخَيْر هَذِه فِي الْآخِرَة وعيي مزدك عَن رد الْجَواب فَقَالَ لَهُ الموبذ لقد أبحت النِّسَاء أَيْضا فَإِذا مَا وطىء عشرُون رجلا امْرَأَة وَاحِدَة وحملت الْمَرْأَة فَلِمَنْ يكون الْوَلِيد وَعجز مزدك عَن الْإِجَابَة أَيْضا فَأرْدف الموبذ لقد جِئْت لتبدد الْأَمْوَال وتقرض النَّسْل مرّة وَاحِدَة ان هَذَا الْملك إِنَّمَا هُوَ ملك يتربع على الْعَرْش لِأَنَّهُ ابْن الْملك فَيْرُوز وَعنهُ ورث الْملك مِثْلَمَا ورث فَيْرُوز نَفسه الْملك عَن أَبِيه أَيْضا فَإِن وطىء زوج الْملك عشرَة مثلا وأنجبت ولدا فَمَاذَا سيقال لَهُ وَابْن من يكون أَلَيْسَ هَذَا استئصال للنسل وَإِذا مَا استؤصل النَّسْل أَفلا يخرج الْملك من هَذِه الأسرة أليست تقاس الرّفْعَة والانحطاط بالغنى والفقر ان يكن الرجل فَقِيرا فَلَا مناص لَهُ لاحتياجه وعوزه من أَن يخْدم الأثرياء وَيقوم على أَمرهم وَهنا يمتاز الْعَظِيم عَمَّا دونه منزله وَإِذا مَا أبيحت الْأَمْوَال فَإِن الرّفْعَة والأنحطاط يمحيان من الْوُجُود فيتساوى أقل النَّاس شَأْنًا بالملوك بل تَنْتفِي الملوكية وَلَقَد جِئْت أَنْت لتبدد الْأَمْوَال وَالْملك عَن بيوتات مُلُوك الْعَجم وَلم يحر مزدك جَوَابا ولاذ بِالصَّمْتِ المطبق فَقَالَ لَهُ قباذ أجبه قَالَ مزدك جَوَابه أَن تَأمر الْآن بِضَرْب عُنُقه قَالَ قباذ لَا يجوز ضرب عنق أَي شخص دون دَلِيل قَالَ مزدك لأسأل النَّار مَا تَقول فإنني لَا أنطق عَن الْهوى أما النَّاس الَّذين كَانُوا فِي أَشد حالات الْحزن والألم على أنوشروان فانقلبوا فرحين مسرورين لنجاته من الْقَتْل
وَتغَير قباذ على مزدك وانقلب عَلَيْهِ لِأَن مزدك قَالَ لَهُ اقْتُل الموبذ واقتل أنوشروان فَلم يقتلهما وَأما مزدك ففكر فِي نَفسه ان الْحل الوحيد وَقد كثر اتباعي من الرّعية والجيش أَن اتخلص من قباذ أَولا ثمَّ أقتل أنوشروان وَغَيره نم الْمُخَالفين
وَاتَّفَقُوا على أَن يصيروا جَمِيعًا إِلَى المعبد غَدا ليروا مَا تَأمر النَّار ثمَّ انصرفوا

نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست