responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 243
عَلَيْهِ وَقَالَ لقد وصل الموبذ الَّذِي سيتولى إِجَابَة مزدك من فَارس وَقد طلب إِلَيّ أَن ألتمس من الْملك بَان يتفضل وحيدا اللَّيْلَة بالاستماع إِلَى كَلَامه وَالنَّظَر فِي حجَّته ثمَّ يامر بِمَا يرَاهُ مناسبا فَقَالَ قباذ حسن جدا أحضرهُ
وَعَاد أنوشروان وَلما جن اللَّيْل مضى بالموبذ إِلَى الْملك فَحَيَّا الموبذ قباذ وأطراه وَأثْنى على ابائه الصَّيْد وَقَالَ لَهُ لقد غلط مزدك فنبوته كاذبه وادعاؤه بَاطِل قَالَ الْملك كَيفَ قَالَ الموبذ إِنَّنِي أعرفهُ جيدا مدى علمه انه على معرفَة بِشَيْء من علم النُّجُوم لكنه أَخطَأ فِي تَقْدِيره لأحكامها وتنبؤه بهَا ان الافتران الحالي ينبىء بانه سَيظْهر رجل يَدعِي النُّبُوَّة وَيَأْتِي بِكِتَاب ومعجزات غَرِيبَة ويشق الْقَمَر نِصْفَيْنِ وَيَدْعُو النَّاس إِلَى عبَادَة الله وَيَجِيء بدين حق طَاهِر وَيبْطل الْمَجُوسِيَّة والمذاهب الْأُخْرَى كَافَّة ويبشر بِالْجنَّةِ ويتوعد بجهنم ويحمي بِحكم الشَّرْع الْأَمْوَال ويصون النِّسَاء ويحصنها ويتبرأ من الشَّيْطَان ويتلقى الْوَحْي من جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَيخرب بيُوت النَّار والأوثان ويبث دينه فِي أرجاء الأَرْض فَيبقى إِلَى يَوْم الدّين وَتشهد السَّمَوَات وَالْأَرْض على نبوته
لقد منى مزدك نَفسه بذلك وخيل لَهُ أَنه ذَاك الرجل وَلَا أحد غَيره فِي حِين أَن ذَلِك الرجل أَولا وَقبل كل شئ عَرَبِيّ ومزدك أعجمي وَأَنه يُنْهِي النَّاس عَن عبَادَة النَّار وينكر زرادشت ومزدك يحذو حَذْو زرادشت وَيَدْعُو إِلَى عبَادَة النَّار أَيْضا إِن ذَلِك النَّبِي لَا يُبِيح لأحد حَتَّى النّظر إِلَى حرم الآخرين أَو أَخذ وَلَو ذرة صَغِيرَة من أَمْوَالهم بل يَأْمر بِقطع الْيَد بدرهم فضَّة بِغَيْر حق أما مزدك فقد أَبَاحَ النِّسَاء وَالْأَمْوَال إِن ذَلِك النَّبِي يتلَقَّى الْأَمر من السَّمَاء ويوحى إِلَيْهِ عَن طَرِيق جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أما مزدك فيتحدث بِوَحْي من النَّار كَمَا أَن ذَلِك سَيَأْتِي بِكِتَاب جَدِيد أما مزدك فَلَا يصدر إِلَّا عَن الزند والأوستا
وخلاصة الْأَمر أَن مَذْهَب مزدك لَا أساس لَهُ سأفضحه أَمَام الْملك غَدا وَأثبت أَنه على الْبَاطِل وَأَنه لَا يهدف إِلَّا إِلَى إِزَالَة الكسروية عَن أهل بَيْتك وتبديد كنوزك ومساواتك بِأَقَلّ النَّاس شَأْنًا فأعجب قباذ بِكَلَام الموبذ وهش لَهُ قلبه

نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست