responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 245
وَلما أرْخى اللَّيْل سدوله استدعى مزدك اثْنَيْنِ من أعوانه وَأَتْبَاع مذْهبه وأغدق عَلَيْهِمَا الذَّهَب ونصحهما ووعدهما بِأَنَّهُ سيرفعهما إِلَى مرتبَة القيادة وَأخذ عَلَيْهِمَا قسما بَان لَا يبوحا بِهَذَا الْكَلَام لأحد ثمَّ أعطاهما سيفين وَقَالَ حِين يَجِيء قباذ إِلَى بَيت النَّار غَدا ويخضر العظماء والموبذون فعليكما اذا مَا أمرت النَّار بقتل قباذ أَن تسلا سيفيكما بِسُرْعَة وتقتلاه فَإِن أحدا لن ياتي بِسيف إِلَى المعبد قَالَا سمعا وَطَاعَة
وَفِي الْيَوْم التَّالِي ذهب قباذ وَذهب العظماء والموبذون الى بَيت النَّار لَكِن موبذ فَارس قَالَ لأنوشروان مر عشرَة من رجالك بَان يخفوا سيوفهم تَحت البستهم ويأتوا مَعَك الى بَيت النَّار مَخَافَة ان يكون مزدك قد بَيت غدرا ومكرا فنفذ انوشروان هَذَا وَمضى الى المعبد
وَكَانَ مزدك كلما اراد الذّهاب الى بَيت النَّار يلقن تِلْمِيذه مَا يَقُول من تَحت الثقب فلقنه مَا يَقُول هَذِه الْمرة ايضا وَمضى الى هُنَاكَ ثمَّ فال لموبذ فَارس سل النَّار لتتحدث اليك وعَلى الرغم من كَثْرَة سُؤال الموبذ النَّار فَإِنَّهَا لم تجبه حِينَئِذٍ خَاطب مزدك النَّار احكمي بَيْننَا واشهدي على صدق دعواي فانبعث من خلال النَّار صَوت يَقُول لقد دب الضعْف الي مذ امس اطعموني اولا من قلب قباذ وكبده لِأَزْدَادَ قُوَّة ثمَّ أَقُول لكم ماينبغي فعله مَا مزدك إِلَّا هاديكم إِلَى الرَّاحَة الأبدية الخالدة فَقَالَ مزدك قووا النَّار واطعموها فشرع ذَانك الرّجلَانِ سيفهما واتجها صوب قباذ فَقَالَ موبذ فَارس لأنوشروان حذار فَتقدم أنوشروان بِرِجَالِهِ الْعشْرَة بسيوفهم المستلة واعترضوا سَبِيل ذَيْنك الرجلَيْن وَلم يمكناهما من ان ينالا قباذ بِالسَّيْفِ فصاح مزدك إِنَّمَا تنطق النَّار بامر الله وانقسم النَّاس فريقين قَالَ أَحدهمَا ألقوا قباذ فِي النَّار حَيا اَوْ مَيتا وَقَالَ الاخر يَنْبَغِي التريث فِي الْأَمر حَتَّى نفكر فِيهِ أَكثر وَأفضل وعادوا فِي نِهَايَة ذَلِك الْيَوْم وَكَانَ قباذ يَقُول لربما أنني اقترفت ذَنبا حَتَّى تُرِيدُ أَن النَّار أَن تتقوى مني انه لأحب إِلَيّ أَن أصطلي بِنَار الدُّنْيَا على أَن أتلظى بِنَار جَهَنَّم
وَاجْتمعَ موبذ فَارس بقباذ وحيدا مرّة أُخْرَى وحدثة عَن الْمُلُوك والموبذين القدامى وَأورد إدلة من كل الْمذَاهب وَعرض حجَجًا شَتَّى مؤداها لَيْسَ مزدك بِنَبِي بل خصم الأسرة المالكة وَالدَّلِيل أَنه أَرَادَ أَن يقتل أنوشروان أَولا وَلما لم يحالفه التَّوْفِيق تحول إِلَيْك مَا الَّذِي أَدخل فِي روعك أَن الصَّوْت ينبعث من النَّار أفتكلمت النَّار قبلا حَتَّى تنطق الان سأعمل جهدي لكشف هَذِه الْحِيلَة وَأبين للْملك أَهِي النَّار الَّتِي تَتَكَلَّم أم

نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست