نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 45
ب- حرص الجميع على وحدة الأمة:
إن الحوار الذي دار في سقيفة بني ساعدة يؤكد حرص الأنصار على مستقبل الدعوة الإسلامية، واستعدادهم المستمر للتَّضحية في سبيلها، فما أطمأنُّوا على ذلك حتى استجابوا سراعاً لبيعة أبي بكر، الذي قبل البيعة لهذه الأسباب، وإلا فإن نظرة الصحابة مخالفة لرؤية الكثير ممن جاء بعدهم ممَّن خالفوا المنهج العلمي والدراسة الموضوعية، بل كانت دراستهم متناقضة مع روح ذلك العصر، وآمال وتطلعات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار، وغيرهم، وإذا كان اجتماع السقيفة أدّى إلى انشقاق بين المهاجرين والأنصار كما زعم البعض [1]، فكيف قبل الأنصار بتلك النتيجة، وهم أهل الديار وأهل العدد والعدة؟ وكيف انقادوا لخلافة أبي بكر، ونفروا في جيوش الخلافة شرقاً وغرباً مجاهدين لتثبيت أركانها؟ لو لم يكونوا متحمسين لنصرتها [2].
فالصواب اتضح من حرص الأنصار على تنفيذ سياسة الخلافة والاندفاع لمواجهة المرتدَّين، وأنَّه لم يتخلَّف أحد من الأنصار عن بيعة أبي بكر فضلاً عن غيرهم من المسلمين، وأن أخّوة المهاجرين والأنصار أكبر من تخيُّلات الذين سطَّروا الخلاف بينهم في رواياتهم المغرضة [3].
ولقد بايع سعد بن عبادة سيد الأنصار في حينه أبا بكر الصديق بالخلافة في أعقاب النقاش الذي دار في سقيفة بني ساعدة ونزل عن مقامه الأوّل في دعوى الإمارة، وأذعن للصديق بالخلافة وكان ابن عمه بشير بن سعد الأنصاري أوّل من بايع الصديق في اجتماع السقيفة [4]. [1] الإسلام وأصول الحكم محمد عمارة ص 71 - 74. [2] الأنصار في العصر الراشدي، د. حامد الخليفة ص 109. [3] أبوبكر الصديق للصَّلاَّبي ص 128. [4] المصدر نفسه ص 128.
نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 45