نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 46
ولقد جرت المشاورة بشأن اختيار خليفة للمسلمين بين الأفراد والمجموعات الصغيرة، وجرت فيما بين الأنصار وجرت فيما بين المهاجرين، ثم التأم الجميع في سقيفة بني ساعدة وجرت المشاروة الكبرى والنقاش العام بين المهاجرين والأنصار - في مسجد الرسول الكريم بعد ذلك - وأسفر ذلك كله عن مبايعة أبي بكر الصديق [1].
وإن الباحث ليلمس عظمة تربية رسول الله لأصحابه ونضجهم السياسي الكبير فمّما لاشك فيه أن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان حدث جلل، وترك فراغاً عظيماً في الأمة ومع هذا استطاع أهل الحل والعقد أن يتجاوز تلك المحنة الكبرى بوعي وفقه، وتقدير للأمور على أسس رشيدة انعدم نظيرها في تاريخ البشرية.
لقد كان على الأمة الإسلامية أن تواجه الموقف الصَّعب الذي نشأ عن انتقال الرّسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، وأن تحسم أمورها بسرعة، وحكمة وألا تدع مجالاً لانقسام قد يتسرب منه الشك إلى نفوس أفرادها، أو للضعف أن يتسللّ إلى أركان البناء الذي شيدَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ج- منصب الخلافة والخليفة:
اختارت الأمة منصب الخلافة الإسلامية وأجمعت عليه طريقة وأسلوباً للحكم، تنظم من خلاله أمورها وترعى مصالحها، وقد ارتبطت نشأة الخلافة بحاجة الأمّة لها واقتناعها بها، ومن ثم كان إسراع المسلمين في اختيار خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم [2]. [1] الشورى في معركة البناء ص 109. [2] أبو بكر الصديق للصَّلاَّبي ص 141.
نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 46