نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 44
واستدل أبوبكر على أنَّ أمر الخلافة في قريش بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: بالأنصار خيراً، وأن يقبلوا من محسنهم ويتجاوزوا عن مسيئهم، واحتجَّ أبو بكر على الأنصار بقوله: إن الله سمَّاكم "المفلحين" إشارة إلى قوله تعالى:" لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " (الحشر, آية: 8 - 9 (وقد أمركم أن تكونوا معنا حيثما كنا، فقال:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ " (التوبة, آية: 119).
إلى غير ذلك من الأقوال المصيبة، والأدلة القوية، فتذكرت الأنصار ذلك، وانقادت إليه [1] وبين الصديق في خطابه أنّ مؤهَّلات القوم الذين يرشحَّون للخلافة أن يكونوا ممّن يدين لهم العرب بالسَّيادة، وتستقرُّ بهم الأمور حتى لا تحدث الفتن فيما إذا تولَّى غيرهم، وأبان: أن العرب لا يعترفون بالسَّيادة إلا للمسلمين من قريش؛ لكونه النبي صلى الله عليه وسلم منهم، ولما استقر في أذهان العرب في تعظيمهم واحترامهم وبهذه الكلمات النيَّرة التي قالها الصديق اقتنع الأنصار بأن يكونوا وزراء مُعينين وجنوداً مخلصين، كما كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبذلك توحَّد صفُّ المسلمين [2]. [1] العواصم من القواصم لأبن العربي المالكي ص 10. [2] التاريخ الإسلامي (9/ 24).
نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 44