نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 386
فإذا قمنا تذاكرناه فيما بيننا حتى نحفظه» [1]، وقد بقي مبدأ المذاكرة قائما بين الصحابة حتى بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فعن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة رحمه الله قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا تذاكروا العلم، وقرءوا سوره» [2].
وعن أبي سعيد الخدري قال: "تحدثوا وتذاكروا، فإن الحديث يذكر بعضه بعضاً" [3].
5 - السؤال بقصد العلم والعمل ([4]):
كانت أسئلة الصحابة بقصد العلم والعمل، لا للعبث واللعب، فكانت أسئلتهم مشفوعة بهذا القصد، لما علموا من كراهة النبي صلى الله عليه وسلم للمسائل العبثية التي لا يُحتاج إليها، ولما سمعوا من تحذيره صلى الله عليه وسلم من كثرة السؤال فعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - قال: «كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها» [5].
قال النووي: «المراد: كراهة المسائل التي لا يحتاج إليها، لا سيما ما كان فيه هتك ستر مسلم، أو إشاعة فاحشة أو شناعة على مسلم أو مسلمة. قال العلماء: أما إذا كانت المسائل مما يحتاج إليه في أمور الدين، وقد وقع، فلا كراهة فيها» [6].
6 - ترك التنطع وعدم السؤال عن المتشابه:
وذلك تطبيقاً لتحذير النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وتشديده على المتنطَّعين، نهيه عن مجالستهم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الألْبَابِ) [آل عمران: [7]] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» [7]. [1] أخرجه الخطيب في الجامع (1/ 363، 364) وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف. [2] أخرجه الخطيب في الجامع (2/ 86) رقم 1229، والسمعاني في أدب الإملاء والاستملاء، ص48. [3] الجامع لأخلاق الراوي، للخطيب، تحقيق د. محمود الطحان (جـ 1/ 237 ورقمه 468)، وأورد نحوه الهيثمي عن ابن نضرة عن أبي سعيد في المجمع (1/ 161) وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. [4] انظر: مناهج وآداب الصحابة، ص96. [5] أخرجه أبو خيثمة زهير بن حرب بإسناد صحيح في كتاب العلم، ص20 رقم 77. [6] شرح النووي على مسلم، (3/ 741) طبعة الشعب. [7] البخاري، كتاب التفسير، سورة آل عمران، رقم 4547.
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 386