responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 387
7 - ترك السؤال عما سكت عنه الشارع:
فقد التزموا رضوان الله عليهم بهذا الأدب، فلم يتكلفوا السؤال عما سكت عنه الشارع، حتى لا يؤدي السؤال عن ذلك إلى إيجاب ما لا يوجبه الشرع، أو تحريم ما لم يحرمه، فيكون السؤال قد أفضى إلى التضييق على المسلمين، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ - قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ) [المائدة: 101،102].
وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من مثل ذلك، فعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم المسلمين جرمًا من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته» [1].
8 - اغتنام خلوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومراعاة وقت سؤاله:
كان الصحابة رضي الله عنهم يراعون الوقت المناسب للسؤال، ومن ذلك اغتنام ساعة خلوته صلى الله عليه وسلم حتى لا يكون في السؤال إثقال أو إرهاق أو نحو ذلك، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر انحرفنا إليه فمناَّ من يسأله عن القرآن ومنا من يسأله عن الفرائض، ومنا من يسأله عن الرؤيا» [2].
9 - مراعاة أحواله صلى الله عليه وسلم وعدم الإلحاح عليه بالسؤال:
وبخاصة بعد أن نُهوا عن السؤال؛ ولذلك كانوا يدفعون الأعراب لسؤاله صلى الله عليه وسلم، ويتحينون وينتظرون مجيء العقلاء منهم، ليسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يسمعون، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقلُ، فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد، أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك قال: «صدق» ... الحديث [3].
وهكذا استمر البناء التربوي في المجتمع الجديد من خلال المواقف العملية الواضحة منسجماً مع غرس فريضة التعلم والتعليم بين أفراد المجتمع المسلم، فكانت تلك التوجيهات تساهم في إعداد الفرد المسلم، والأمة المسلمة، والدولة المسلمة التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم

[1] البخاري، كتاب الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال ... ورقمة (7289).
[2] قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 159) رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن عمر الرومي، ضعفه أبو داود وأبو زرعة، ووثقه ابن حبان.
[3] مسلم، كتاب الإيمان، باب السؤال عن أركان الإسلام (1/ 41، 42).
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست