نام کتاب : مختصر التحفة الاثني عشرية نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 155
الأربعة المذكورين، بل يجب في غيرهم أيضا. روى الحافظ أبو طاهر السلفي [1] في مشيخته عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «حب أبي بكر وشكره على كل أمتي». وروى ابن عساكر عنه نحوه. [2] ومن طريق آخر عن سهل بن سعد الساعدي نحوه. [3] وأخرج الحافظ عن عمر بن محمد بن خضر الملا في سيرته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله تعالى فرض عليكم حب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، كما فرض عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج» [4] وروى ابن عدي عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهما كفر» [5] وروى الترمذي أنه أتي بجنازة رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يصل عليه وقال «إنه كان يبغض عثمان، فأبغضه الله». [6] وهذه الروايات لم يسلمها الشيعة لكونها في كتب أهل السنة فيثبت وجوب محبة الخلفاء الثلاثة بقوله تعالى {يحبهم ويحبونه} فإنه نزل في حق المقاتلين لأهل الردة بالإجماع، والخلفاء الثلاثة كانوا سادة أولئك المجاهدين وقادتهم، ومن كان الله يحبه فهو واجب المحبة. على أن قياسهم بعد تسليم صحة مقدماته لا يستلزم النتيجة المذكورة جزما، لأن صغراه «أهل البيت واجبو المحبة» وكبراه «وكل واجب المحبة واجب الإطاعة» وبعد ترتيبها على الشكل الأول حصلت النتيجة هذه «أهل البيت واجبو الإطاعة» لا تلك النتيجة. وهذه النتيجة عامة، وثبوت العام لا يستلزم ثبوت الخاص بخصوصه، والنتيجة العامة المذكورة ليست مطلوبة للمستدل ولا مدعاة بل محتملة له، والمطلوبة غير حاصلة من الدليل فالتقريب غير تام. ولو فرضنا الاستلزام لا يحصل مدعاه أيضا لأن كون الأمير إماما بلا فصل غير حاصل من الدليل، والحاصل كونه إماما مطلقا وهو غير مدعاه فلا يتم تقريبه أيضا.
ومنها آية المباهلة، وطريق تمسكهم بها أن قوله تعالى {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} الخ، لما نزل خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من منزله محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلي خلفها وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمّنوا. [7] فقد علم بذلك أن المراد بأبنائنا الحسن والحسين وبأنفسنا الأمير، وإذا صار الأمير نفس الرسول. وظاهر أن المعنى الحقيقي مستحيل، فالمراد كونه مساويا له، فمن كان مساويا لنبي الزمان فهو أفضل وأولى بالتصرف بالضرورة من غيره، لأن المساوي للأفضل [1] توفي سنة 576. تذكرة الحفاظ: 4/ 1298؛ طبقات الحفاظ: ص 469. [2] الحديث فيه عمر بن إبراهيم بن خالد الكردي الهاشمي مولاهم، قال عنه الدارقطني: «كذاب خبيث»، وقال الذهبي عن هذا الحديث: «منكر جدا». ميزان الاعتدال: 5/ 217؛ انظر تاريخ بغداد: 11/ 202؛ لسان الميزان: 4/ 280. [3] في سنده عمر بن إبراهيم السابق ذكره [4] ضعيف الجامع 2679 [5] ضعيف الجامع: رقم 2680. [6] سنن الترمذي: 5/ 360، رقم 3709، وقال عنه: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ومحمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران ضعيف في الحديث جدا». ووضعه في ضعيف الجامع: رقم 2073. [7] بهذا اللفظ أورده ابن المطهر الحلي في نهج الحق: ص 215. لكن المشهور ما أخرجه مسلم عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا». صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب فضائل أهل البيت: 3/ 1649، رقم 2081 .. والخروج كان لللمباهلة كما صرحت رواية الترمذي. ينظر عارضة الأحوذي على صحيح الترمذي 8/ 279.
نام کتاب : مختصر التحفة الاثني عشرية نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 155