نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 76
إن صفة العلم مستمدة من اسمه العليم، وهذا الإسم الشريف العظيم يولد في النفس تسليماً لما يفعله الله في كونه، وأنه بعلمه وإرادته وحكمته، فالحكمة هي العلم، والقدرة هي قرين العلم " وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ " (التحريم، آية: [2]) " وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ " (الروم، آية 54)، فكل شئ بقدر وكل قدر بحكمة " مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " (التغابن، آية: 11).
إن الإيمان بالرب (العليم) يجعل العبد أقرب إلى ربه وأكثر استشعاراً لمعيّته.
قال الشاعر:
هو العليم أحاط علماً بالذي ... في الكون من سر ومن إعلان
وبكل شئ علمه سبحانه ... قاصي الأمور لديه قبل الداني
لا جهل يسبق علمه كلا ولا ... ينسى كما الإنسان ذو نسيان (1)
صفة القدرة: القدير سبحانه هو كامل القدرة، فبقدرته أوجد الموجودات، وبقدرته دبرها، وبقدرته سوّاها وأحكمها وبقدرته يحي ويميت ويبعث العباد للجزاء، وبقدرته سبحانه يقلب القلوب على ما يشاء ويريد [2]. قال تعالى: " بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ " (القيامة، آية: 4). وقال: " وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ". ومن السنة المطهرة حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك [3].
(1) مع الله صـ121. [2] مع الله صـ235. [3] البخاري شرح الباري (13/ 387).
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 76