responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 256
وتلاحظ خلال المثل صورة السّراب، ثم صورة الظامي، الذي ظنه ماء، ثم خيبته عند وصوله إليه، وحذف ما عدا ذلك لأن الخيال يتمُّ رسمها وفي الممثل له لم يُذكر إلا عمل الذين كفروا وطُوِى ما عدا ذلك لأن الفكر قادر على أن يستدعيه وهذا من بلاغة القرآن [1].
2ـ ظلمات الكفر: قال تعالى: " أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ " (النور، آية: 40). هذه الآية مثل آخر لأعمال الكفار، إلا أن المثل الأول في انخداع الكافر بعمله في الدنيا وغروره به، وهذا المثل لأعمال الكفار في أنها عملت على خطأ وفساد وضلال وحيرة وعلى غير هدى، فهي في ذلك كمثل ظلمات في بحر عميق جداً كثير الماء، وفوق هذا الموج موج آخر، وفوقها سحاب متراكم، فاجتمعت عدة ظلمات، وهكذا عمل الكافر ظلمات في ظلمات [2].
فهذا المثل يصور الحالة النفسية والفكرية والقلبية للذين كفروا بعد أن تركوا نور الهداية الربانية، إنهم يطلبون سعادتهم في الظلمات، فقلوبهم مظلمة بالكفر، ونفوسهم تائهة في بحر من ظلمات الأهواء والشهوات، وأفكارهم تسبح في ظلمات أسباب لذات الدنيا، وإرادتهم تحت كلّ هذه الظلمات، فمثلهم كمن في ظلمات قاع بحر عميق، فوقه أمواج في العمق الظلمة، فوقها أمواج في السطح تُضاعف الظلمة، فوقها سحاب يزيد الظلام ظلاماً، ظلماتُ بعضها فوق بعض [3].
إن مثل الظلمات في سورة ((النور)) دل على حقائق علمية تتصل بالعلوم الدنيوية المادية التطبيقية أو النظرية، وإن هذه الحقائق تنقسم ثلاثة أقسام:

[1] أمثال القرآن وصور من أدبه الرفيع عبد الرحمن حبنكة صـ 133.
[2] الشرك في القديم والحديث (2/ 1383).
[3] أمثال القرآن وصور من أدبه الرفيع صـ 133.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست