نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 255
والتوبة تمحو جميع السيئات وليس شيء يغفر جميع الذنوب إلا التوبة ومعلوم أن من سب الرسول من الكفار المحاربين، وقال: هو ساحر، أو شاعر أو مجنون، أو معلم، أو مفتر، وتاب، تاب الله عليه، وقد كان طائفة يسبون النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الحرب، ثم أسلموا وحسن إسلامهم وقبل النبي صلى الله عليه وسلم منهم، منهم أبو سفيان بن الحارث بن بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله ابن أبي السرح، وكان قد ارتد، وكان يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: أنا كنت أعلمه القرآن، ثم تاب، وأسلم وبايعه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك [1]، فالتوبة هي الأمر الوحيد الذي يمحو الله به الكفر بعد ثبوته، وقد انعقد الإجماع على ذلك [2].
ثالثاً: الأمثال القرآنية للكافرين:
1ـ السراب وأعمال الكفار: قال تعالى: " وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ " (النور، آية: 39).
يبين الله سبحانه وتعالى أن مثل أعمال الذين كفروا بالله مثل سراب بأرض منبسطة يرى وسط النهار وحين اشتداد الحر، فيظنه العطشان ماء، فإذا أتاه ملتمساً الشراب لإزالة عطشه لم يجد السراب شيئاً، فكذلك الكافرون في غرور من أعمالهم التي عملوها وهم يحسبون أنها تنجيهم عند الله من الهلاك كما حسب العطشان السراب ماء، فإذا صار الكافر إلى الله واحتاج لعمله لم ينفعه وجازاه الله الجزاء الذي يستحقه [3]. [1] مجموع الفتاوى (3/ 291). [2] منهج ابن تيمية في مسألة التكفير (1/ 273). [3] الشرك في القديم والحديث (2/ 1382).
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 255