نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 250
جـ ـ الإختيار والقدرة: قال تعالى: " مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " (النحل، آية: 106). ففي قوله تعالى: " إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ " فهو إستثناء ممن كفر بلسانه ووافق المشركين بلفظهم مكرهاً لما ناله من ضرب وأذى، وقلبه يأبى ما يقول وهو مطمئن بالإيمان بالله ورسوله، وقد نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر، فقد أخذه المشركون فعذبوه حتى قاربهم في بعض ما أرادوا فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئناً بالإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن عادوا فعد " [1]، ولهذا اتفق العلماء على أن المكره على الكفر يجوز له أن يوالي إبقاء لمهجته ويجوز له أن يأبى كما كان بلال رضي الله عنه، يأبى عليهم ذلك والأفضل والأولى أن يثبت المسلم على دينه، ولو أفضى إلى قتله [2]. والله سبحانه وتعالى، أخبر في غير موضع أنه لا يكلف نفساً إلآ وسعها، كقوله تعالى: " لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا " (البقرة، آية: 286)، وقوله تعالى: " وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا " (الأعراف، آية: 42)، وأمر بتقوه بقدر الاستطاعة فقال: " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ " (التغابن، آية: 16).
5 ـ موانع التكفير:
إن الحكم على الشخص المعين يتوقف على وجود شروط وإنتفاء موانع، ومن موانع التكفير، الخطأ، الجهل، العجز، والإكراه.
أ ـ فالخطأ: لقوله تعالى: " رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا " (البقرة، آية: 286). [1] مستدرك الحاكم (2/ 257)، نصب الراية للزيلمي (4/ 158). [2] تفسير ابن كثير (2/ 587، 588).
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 250