نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 249
ب ـ العمد: لا بد من توفر شروط العمد، لأن الله تعالى قد رفع الإثم والمؤاخذة عن المخطئ والمتأول، قال تعالى: " وَليسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ " (الأحزاب، آية: [5])، فقال سبحانه وتعالى: " رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا " (البقرة، آية: 286)، وقد ثبت عن النبي صلى اله عليه وسلم: إن الله تعالى قال قد فعلت، مما دعا النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بهذا الدعاء [1].
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ النسيان. وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية، والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل، ولم يشهد أحداً منهم على أحد، لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية [2]. تلك أدلة رفع الإثم والمؤاخذة عن المخطئ والمتأول [3].
وإذا كان المسلم متأولاً في القتال أو التكفير لم يكفر بذلك، كما قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ لحاطب بن أبي بلتعة يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنه شهد بدراً ما يدريك أن الله قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " [4]، وكذلك ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد أنه قتل رجلاً بعد ما قال لا إله إلا الله، وعظم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لما أخبروه وقال: يا أسامة أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟ كرر ذلك عليه حتى قال أسامة: تمنيت أني لم أكن أسلمت يومئذ، ولم يوجب عليه قوداً ولا دية ولا كفارة، لأنه كان متأولاً، ظن جواز قتل ذلك القائل لظنه أنها قالها تعوذاً [5]. [1] تفسير صحيح ابن كثير (1/ 323). [2] الفتاوى (3/ 229). [3] ظاهرة الغلو في الدين في العصر الحديث صـ271. [4] البخاري رقم 3983، مسلم رقم 2494. [5] ظاهرة الغلو في الدين في العصر الحديث صـ272، الحديث صحيح رواه الشيخان.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 249