نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 133
والقرآن الحكيم فيه الحلول الصادقة والمناسبة الملائمة والأحكام الصحيحة التي بها قوام حياة الناس، وحَلُّ مشكلاتهم التي يواجهونها اليوم، سواء على صعيد الفكر أو الاقتصاد أو السياسة، أو المجتمع، وقد وضع الاُطُر العامة التي تهدي الناس إليها [1]، ولا شك أن أصول الهداية الكلية موجودة في القرآن الكريم، فإنه تضمن الأصول العامة التي تَصْلُح بها حياة الناس ولهذا قال الله عز وجل: " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " (الجمعة، آية: [2]).
وهذا دليل على أن الحكمة تعني السنة، فمن حكمته عز وجل أن يرسل الرسل الذين يختارهم من البشر، كما قال الله عز وجل: " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " (التوبة، آية: 128).
فيختار سبحانه من الرسل أفضل البشر ممن لهم الكمال البشري في علومهم وعقولهم وأفهامهم ومداركهم وقدراتهم، ليتم بذلك البلاغ وتقوم الحجة على الناس ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بالمنزلة العظيمة التي يعرفها كل من قرأ سيرته، وقد امتن الله سبحانه على الناس ببعثته لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: " لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ " (آل عمران، آية: 164).
فمن حكمة الله عز وجل أن بعث الرسل، وأنزل الكتب هداية للناس، وإقامة للحجة [2]. [1] مع الله صـ 186. [2] المصدر نفسه صـ 187.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 133