responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 132
فـ " الحكيم " هو الذي يضع الشئ في موضعه بقدره، فلا يتقدم الحكم البالغة العظيمة، التي لا يأتي عليها الوصف، ولا يدركها الوَهَمْ، ومن معاني الحكمة: حكمته في خلقه، ومن ذلك ما تراه في جسد الإنسان وعقله وروحه من حكمته جل وعز، حيث خلق الإنسان في أحسن تقويم، كما قال تعال: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " (التين، آية: 4)، ولو نظرت للإنسان في هيئته وصورته أو نظرت في قُدراته وإمكانياته أو نظرت في عقله وروحه، لوجدت الحكمة البالغة العظيمة [1].
ومن معاني حكمة الله تبارك وتعالى: الشرع الذي أنزله في كتابه على لسان رسوله ولهذا وصف الله تعالى القرآن بأنه حكيم، كما في قوله: " نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ " (آل عمران، آية: 58)، وقوله " وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ " (يس، آية: [2]) فتشريعاته حكمة في مقاصدها وأسرارها ومآلاتها، فشريعته حكمة، وخلقه وقدره حكمة، حتى وإن عجزت بعض العقول في فهم أبعادها، فإن من الحوادث والشرائع ما لا يتبين مداه إلا بعد أجيال وعصور، ولا زال العلم البشري يكتشف الشئ بعد الشئ وليس يصحُّ أن يكون الجهل أو عدم الإدراك في وقت أو مكان أو بالنسبة لفرد أو جماعة سبباً في عدم القناعة بما جاء عن الله، لأن أحكم الحاكمين، وأعلم العالمين، وخير الرازقين، وأحسن الخالقين، فالحكيم الذي لا يدخل في تدبيره ولا شرعه خلل ولا زلل وأفعاله وأقواله تقع في مواضعها بحكمة وعدل، وسداد، فلا يفعل إلا السداد ولا يقول إلا الصواب [2].

[1] مع اللع صـ184.
[2] المصدر نفسه صـ186.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست