responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 134
ومن معاني حكمة الله عز وجل: أن يُلهم بعض العباد الحكمة كما قال تعالى: " يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ " (البقرة، آية: 269)، فالله تعالى يؤتي الحكمة بعض عباده، فيعرفون كيف يحلون المشكلات، وكيف يخرجون من المُلمّات والازمات وكيف يتعاملون مع المواقف الصعبة، وكيف يصنعون الأمور في مواضعها والعالم الإسلامي في أشد الحاجة لمجلس حكماء من الذين حنكتهم التجارب، لكي تستفيد الأمة من خبرتهم ومعرفتهم وتوقعاتهم، حتى لا يخبط المسلمون خبط عشواء ولا يقعوا ضحية المفاجآت والازمات وهم لا يشعرون [1].
وأما " الحَكَم " فهو من له الحكم والسلطان والقدر، فلا يقع شيء إلا بإذنه وهو المدبر المتصرّف " كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ " (الرحمن، آية: 29).
" والحَكَم " أيضاً من له التشريع والتحليل والتحريم، فالحكم ما شرع، والدين ما أمر ونهى، لا معقب لحُكمه ولا رادّ لقضائه. فاجتمع (القدر) و (الشرع) " أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ " (الأعراف، آية: 54).
وحين يقول " أحكم الحاكمين " و " خير الحاكمين " فإن ذلك تأكيد على عدله ورحمته ووضعه الأشياء في مواضعها فليس في قدره ظلم ولا تعسف وليس في شرعه مُحاباة ولا تحيُّز بل هو حِفظ للحقوق، الحاكم والمحكوم، والرجل والمرأة والبرّ والفاجر، والمسلم والكافر، والقوي والضعيف، وفي كل الأحوال حَرباً وسلماً وعلى كل أحد دون استثناء، ولذا وجب على كل مسلم تحكيم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في دقيق أموره جلّها على الصعيد الفردي والجماعي والأسري والخاص والعام، والسياسة والاقتصاد، والاجتماع والإعلام، وكل شيء [2].

[1] مع الله صـ 187.
[2] المصدر نفسه صـ 188.
نام کتاب : الإيمان بالله جل جلاله نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست