responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 9
ثم قال: (وَمَعْرِفَةُ دِينِ الْإِسْلَامِ بِالْأَدِلَّةِ)، (وَمَعْرِفَةُ دِينِ الْإِسْلَامِ) المعرفة هي الإدراك وهي بمعنى العلم، فهذه ثلاث معارف عطف المصنف رحمه الله تعالى بعضها على بعضٍ بالواو، وهذه الثلاث متلازمة لأنه إذا ادَّعَى وجود معرفة الله ولم يعرف نبيه ولا دينه الإسلام انتقضت المعرفة الأولى، وإذا ادَّعَى معرفة الله ومعرفة نبيه ولم يعرف دين الإسلام حينئذٍ انتقضت تلك المعرفتان. إذًا كلها متلازمة بعضها لا بد من وجود الآخر، وهذه الثلاث متلازمة والواو لا تقتضي الترتيب، يعني معرفة الله، ثم معرفة نبيه، ولا شك أن معرفة الله أنما تكون بماذا؟ بأسمائه وصفاته وهذه لا تدرك بالعقل، وإنما تدرك بماذا؟ بالسمع. إذًا معرفة النبي سابقة على معرفة الله تعالى، فليس مراد المصنف هنا الترتيب بين هذه المعارف الثلاثة، فعادةً معرفة النبي - صلى الله عليه وسلم - أولاً، ثم تأخذ عنه الدين، ثم تستقر معرفة الله تعالى في القلب.
إذًا ثالث المعارف (وَمَعْرِفَةُ دِينِ الْإِسْلَامِ بِالْأَدِلَّةِ) الدين يتضمن الخضوع والذل، يقال: دنته فدان، أي أذللته فذّل. ويقال كما قال شيخ الإسلام في رسالة العبودية: يدين الله، ويدين لله. يدين الله يعني تعدَّى بنفسه، ويدين لله يتعدَّى باللام أي يعبد الله ويطيعه ويخضع له، حينئذٍ الدين هنا بمعنى العبادة، وبمعنى الخضوع لله تعالى، وبمعنى طاعة الرب جل وعلا.
والإسلام له إطلاقان [الشريعة]:
إسلامٌ عام.
وإسلامٌ خاص.
والإسلام العام المراد به عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وهذه عامة في كل زمنٍ وفي كل مكان، في كل زمان وفي كل مكان، وهي ليست خاص بنبيٍ دون نبي، ولا رسول دون رسول، ولا قوم دون قوم. بل ما خلق الله عز وجل الجنّ والإنس إلا من أجل تحقيق هذه العبادة عبادة الله وحده لا شريك له، فمنذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كلهم من الأنبياء والمرسلين يَدْعُون إلى الإسلام بالمعنى العام، وقد جاءت آيات يُفسر فيها الإسلام بهذا المعنى، كقول إبراهيم، وقول الرب جل وعلا عن إبراهيم {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} [البقرة: 128] {مُسْلِمَيْنِ لَكَ} إسلام هنا المراد به الإسلام العام {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ} [المائدة: 44] المراد به الإسلام العام، وقال موسى لقومه: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} [يونس: 84] المراد به الإسلام العام.

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست