نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 7
(مَعِرَفَةُ الْلّهِ) هذا تعريف للعلم حينئذٍ يكون المصنف يرى أن العلم والمعرفة بمعنى واحد، لأن العلم ما هو عنده؟ قال العلم: (وَهُوَ مَعِرَفَةُ الْلّهِ) إذًا المعرفة والعلم عند المصنف رحمه الله تعالى بمعنى واحد، فجعل العلم بمعنى المعرفة وهذا هو الصحيح عند أهل اللغة وإن فَرَّق بينهما بعض المتأخرين. قال الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146] فالأول قال: يعرفون ثم قال: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} فأصدق أو أخبر عن المعرفة بالعلم، فدل على أنهما بمعنًى واحد. (وَهُوَ مَعِرَفَةُ الْلّهِ) عز وجل ولا يكون العبد على حقيقةٍ من دينه إلا بعد العلم بالله سبحانه وتعالى، وهذه المعرفة هي معرفة للرب جل وعلا بذاته وأسمائه وصفاته، ويشترط في هذه المعرفة لأن تكون مجزئة وقائمة مقام المطلوب الذي أوجبه الله عز وجل بأن تكون مستلزمة للعمل الظاهر، وأما معرفة لا تستلزم العمل الظاهر فوجودها وعدمها سواء، فالمراد هنا المعرفة معرفة شرعية، وهي التي يترتب عليها العمل الظاهر، وأما مجرد معرفة فإبليس يعرف ربه ولكن هذه المعرفة ليست كافية، لماذا؟ لتخلف المقتضى وهو العمل بمدلول هذه أو ما تقتضيه هذه المعرفة. إذًا معرفة الله عز وجل بقلبٍ وهذه المعرفة تستلزم قبول ما شرعه والإذعان والانقياد له وتحكيم شريعته التي جاء بها رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -.
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 7