responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 3
(بِسْمِ الَلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ)، (اعْلَمْ رَحِمَكَ الْلَّهُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا تَعَلُّمُ أَرْبَعِ مَسَائِلَ). (اعْلَمْ) هذا فعل أمر وهو أمر بتحصيل العلم، (اعْلَمْ) أمر بتحصيل العلم، والعلم صفةٌ يُمَيِّزُ المتصف بها تَمْيِيزًا جازمًا مطابقًا هذا هو المشهور عند كثير من المتأخرين، أو هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا، وهذا فيه نظر من حيث الإطلاق لأن الصحيح أن العلم في لسان العرب: هو إدراك المعاني.
العلم إدراك المعاني مطلقا ... وحصره في طرفين حُقِّقا

يعني فيه قسمين، وهما التصور والتصديق، حينئذٍ العلم هو إدراك المعاني، وهذه المعاني تكون مفردة، وقد تكون مركبة.
إدراك الأول وهو المعنى المفرد هو المسمى تصورًا.
وإدراك الثاني: الذي هو المعنى المركب هو الذي يسمى تصديقًا.
(اعْلَمْ) هذا كلمة يُؤتى بها عند ذكر الأشياء المهمة أشبه ما يكون بأداة استفتاح في قوله: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [يونس: 62] (اعْلَمْ) لكي ينتبه السامع أو الطالب إلى ما بعده، أي كن متهيئًا لما يُلقى إليك من العلوم.
(اعْلَمْ رَحِمَكَ الْلَّهُ) هذا من عادة المصنف رحمه الله تعالى أن يأتي بمثل هذه العبارات التي فيها دعاء للطالب أو للقارئ، وهذا فيه تلطف من المصنف رحمه الله تعالى وتنبيه إلى أن مبنى هذا العلم هو التلطف والرحمة بالمتعلم، وهذه الجملة (رَحِمَكَ الْلَّهُ) فعل وفاعل ومفعول به (رَحِمَكَ الْلَّهُ) وهي خبرية لفظًا إنشائية معنى، وهي دعاء للمتعلم بالرحمة، يعني: غفر اللهم لك ما مضى من ذنوبك ووفقك وعصمك فيما يُستقبل. (اعْلَمْ) ماذا؟ قال: (أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا)، (أَنَّهُ) يعني أن الحالة والشأن، الضمير هنا ضمير القصة والشأن (أَنَّهُ يَجِبُ) هذا حكم شرعي وهو مأخوذ من الوجوب.
والواجب في اللغة هو الساقط والثابت،.
وأما في الاصطلاح: فهو ما طلب الشارع فعله طلبًا جازمًا.
حينئذٍ حكم المصنف هنا رحمه الله تعالى بأن هذه المسائل التي سيذكرها من حيث الحكم الشرعي الوجوب، فإذا كان كذلك حينئذٍ لا بد من دليلٍ يستند عليه لأن هذا حكم شرعي، وكل حكم شرعي لا بد أن يكون موقوفًا على دليلٍ صحيح، ودليل الوجوب حديث طلب الإجماع: " طلب العلم فريضة على كل مسلم ". والفرض والواجب بمعنى واحدٍ على الصحيح عند الأصوليين، كذلك أجمع أهل العلم على أن هذا المسائل مما يجب العلم بها، فهي من العلم العيني كما سيأتي.

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست