responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 22
يعني الصحيح من أقوال الأصوليين أن ما خوطب به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو خطابٌ للأمة، ولذلك قال الله تعالى: مخاطبًا نبيه عليه الصلاة والسلام {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} [الطلاق: 1] ثم قال: {إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء}، {إِذَا طَلَّقْتُمُ} جاء بـ المخاطب هنا مخاطب بالجمع مع كونه في النداء قال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}، كذلك في قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ} [التحريم: 1] إلى أن قال: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2] هنا قال: ({فَاعْلَمْ}) فالخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - يشمل كل الأمة، ({أَنَّهُ}) الحال والشأن ({لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ}) لا معبود بحقٍ إلا الله عز وجل، ({وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ})، ({وَاسْتَغْفِرْ}) هذا أمرٌ بالاستغفار، وهو نوعٌ من أنواع العمل.
قال المصنف: فبدأ بالعلم وهذا تكملةً لقول البخاري: فبدأ يعني الرب جل وعلا بالعلم قبل القول والعمل. جملة قبل القول والعمل هذه إيضاحٌ من المصنف رحمه الله تعالى، والذي في صحيح البخاري: فبدأ بالعلم. هكذا، وهذه الزيادة إما أنها نسخةٌ وقف عليها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وإما أنها من باب التوضيح؛ فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. ونص البخاري: بابٌ العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى: ({فَاعْلَمْ}) الآية. في الآية دليل على فضل العلم، سئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قول الله تعالى حين بدأ به فقال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} ثم أمره بالعمل بعد ذلك. فقال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} وفيه دليل على ما أراده المصنف، وهو أن العلم مقدم على العمل، فدل على أن مرتبة العلم مقدمةٌ على مرتبة العمل، وأن العلم شرطٌ في صحة العمل. نعم العمل الذي هو عبادة لا يصح إلا بعلمٍ، ولذلك نقول: من شرطي صحة العبادة المتابعة وهذه موقوفةٌ بل نص ابن القيم رحمه الله تعالى على أن من فضائل العلم [أن هذين الشرطين موقوفين] على أن هذين الشرطين موقوفان على العلم لأن الإخلاص لا يمكن معرفته إلا بالعلم، وكذلك المتابعة لا يمكن معرفتها إلا بالعلم، وأن العلم شرطٌ في صحة القول والعمل، ولا يعتبران إلا به لأنه مصححٌ للنية المصححةُ للعمل. وانتهى كلامه رحمه الله تعالى على المسائل الأربعة، ونقف على هذا، والله أعلم.
وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أسئلة:
س: هل كل خطابٍ للنبي - صلى الله عليه وسلم - في القرآن هو خطابٌ يشمل كل الأمة أم بعض الخطابات دون بعض؟
ج: الأصل هو هذا، القاعدة أن ما به ولذلك قال في: ((المراقي)):
وما به قد خوطب النبي ... تعميمه في المذهب السني

هذا الأصل، هذه القاعدة، وذكرنا مثالين لذلك إن وجد قرينة تدل على أن الخطاب خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حُمِل عليه، ولذلك الأصل في التشريع أن ما وجب على النبي - صلى الله عليه وسلم - وجب على غيره، وما وجب على غيره وجب على النبي. فقوله تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} [البقرة: 43] خطابٌ للأمة هل النبي - صلى الله عليه وسلم - داخلٌ أم لا؟ نقول: نعم، داخل.

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست