responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 21
إذًا ذكر قول الشافعي ليس هنا للاحتجاج وإنما لاستئناس بفهمه رحمه الله تعالى. والشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الهاشمي القرشي صاحب المذهب المعروف المشهور. قال رحمه الله تعالى: (لَوْ مَا أَنْزَلَ الْلَّهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إِلَّا هَذِهِ الْسُّورَةَ لَكَفَتْهُمْ). أورد الحافظ ابن كثير هذا القول للشافعي، وهو شافعي ابن كثير شافعي المذهب، لكن بصيغةٍ أخرى: لو تدبر الناس هذه الصورة لو سعتهم. يحتمل أن الإمام محمد بن عبد الوهاب وقف على لفظ آخر، أو أنه أورده بالمعنى، يحتمل هذا ويحتمل ذاك، (لَوْ مَا أَنْزَلَ الْلَّهُ)، (مَا) هذه نافية كأنه قال: لو لم يُنزل الله حجةً أي برهانًا (عَلَى خَلْقِهِ) حجةً يعني برهانًا على خلقه، يعني مع رسوله - صلى الله عليه وسلم -، والخلق هنا مفرد مضاف مصدر مضاف فيعم ويشمل الجن والإنس (إِلَّا هَذِهِ الْسُّورَةَ) مع اختصارها وغاية اختصارها (لَكَفَتْهُمْ) يعني لجمعها الخير بحذافيره، وتضمنت جميع مراتب الكمال الإنساني، فبين الله عز وجل في هذه السورة الكريمة المنهاج العام الذي يسير عليه المسلم وهو الجمع بين هذه الأربعة: أن يكمل نفسه بالإيمان والعمل الصالح، وأن يكمل غيره بالدعوة إلى الله تعالى بما عَلِم وعَمِل، وأن يصبر على ما يلاقيه في سبيل الله تعالى. (وَقَالَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَى) في صحيحه في كتاب العلم: بابٌ بالتنوين (الْعِلْم قَبْلَ الْقَوْلِ وَالُعَمَلِ)، (الْعِلْم) مبتدأ و (قَبْلَ) متعلق بمحذوف خبر للمبتدأ، ومعلوم أن فقه البخاري في تراجمه (بَابٌ: الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالُعَمَلِ)، فالقول عمل والعمل كاسمه عمل حينئذٍ هو فرع عن العلم، بمعنى أنه لا يتقرب المكلف إلى ربه جل وعلا بقولٍ أو بعملٍ إلا بعد أن يثبت عنده ذلك الأمر، بأن الله تعالى أوجبه أو استحبه، وذكر دليلاً على ذلك بقوله: (وَالْدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى) وأما في البخاري فلقول الله تعالى هكذا في الصحيح (قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: 19]) هنا جمع بين أمرين العلم والعمل، العلم في قوله: ({فَاعْلَمْ}) وقدمه ثم قال: ({وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}) وهذا عمل وأخره، والترتيب هنا مراد فدل على أن الثاني مرتبٌ على الأول. ({فَاعْلَمْ}) هذا خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والخطاب للنبي خطاب لأمته، أليس كذلك؟ والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - خطاب لأمته بمعنى أنه إذا خوطب النبي.
وما به قد خوطب النبي ... تعميمه في المذهب السني

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست