responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 19
وهذه أركان ثلاثة لا يتحقق الإيمان الشرعي إلا باجتماعها الثلاث، وكل منها الأنواع الثلاث كل منها ما يزول الإيمان بزواله، ومنها ما لا يزول الإيمان بزواله، فالاعتقاد الذي محله القلب معرفة الله تعالى. منها ما يزول الإيمان بنزاله يعني: إذا لم توجد هذه المعرفة أو هذا الاعتقاد زال الإيمان لا يعد من المؤمنين، ومنها ما لا يزول الإيمان بزواله، وكذلك القول في القول قول اللسان منها ما لا يزول الإيمان بزواله، ومنها ما يزول الإيمان بزواله، وكذلك عمل الظاهر المراد به عمل الجوارح والأركان والمراد به كذلك الجنس العمل حينئذٍ قد يزول الإيمان بزوال هذا الركن الثالث، وقد لا يزول، حينئذٍ هل يتعين ذلك الجنس أو لا يتعين محل خلاف؟ والصحيح تعيينه، وهو أنه مخصوص بالصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر بإجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم، حينئذٍ صار هذا الفعل الذي هو فعل الصلاة هو المراد بتقيد الإيمان من حيث العمل الظاهر، {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} يعني عملوا أولاً والإيمان مشتمل على علمٍ وعمل، وآمنوا بماذا أطلق هنا الرب جل وعلا لأن المراد به الإيمان الواجب والإيمان المستحب، آمنوا بكل ما يجب الإيمان به فحذف المتعلق أو المتعلِق بكسر اللام ليعمّ ... {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} هذا دليل للمسألة الثانية {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الصالحات هذا نعت لمحذوف وعملوا الأعمال الصالحات، وهذا يعمّ الصالحات (أل) يعم كل عمل ظاهرًا كان أو باطلاً، مستحبًا كان أو واجبًا، متعلقًا بحقوق الله أو بحقوق الخلق، وهنا أخَّر العمل عن العلم لأنه فرعٌ وثمرة له، وليس لكونه خارج عن مسمى الإيمان، العمل داخلٌ في مسمى الإيمان بإجماع أهل السنة والجماعة، والعطف حينئذٍ يكون من باب عطف الخاص على العام {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا}، {تَوَاصَوْا} تفاعل يعني أوصى بعضهم بعضًا بالحق {تَوَاصَوْا} لا بد من فاعلِين كما تقول: تضارب القوم، القوم تضارب ليس من فعل لا يقع من واحد، أليس كذلك؟ هل يقع من واحد؟ لا يقع من واحد، وإنما لا بد من جمعٍ، تقول: تضارب زيدٌ وعمروٌ وخالدٌ، حينئذٍ كل منهما أوقع الآخر ما أوقعه هو عليه، وأما لوحدها كذا فلا يقال فيه تضارب ولا تقاتل. {وَتَوَاصَوْا} يعني أوصى بعضهم بعضًا بالحق نص عليه هنا مع كونه داخلاً في العمل الصالح، أليس كذلك؟ {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ومنه التواصي بالحق، لِمَ نص عليه؟ لأهميته حينئذٍ يكون من باب عطف الخاص على العام، {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} يعني ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والحق لا يتعدد، وقد فسر الحق هنا بالتوحيد، وقيل: القرآن، وقيل: إتباعه الرسول، وكلها معاني واحدة {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} يعني أوصى بعضهم بعضًا بالصبر، والصبر هنا محلًى بأل فيعم جميع أنواع الصبر، الصبر على طاعة الله والقيام بشريعته.

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست