responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 18
ولذلك قال الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره: والصواب من القول، بعد أن أورد الخلاف في تفسير العصر قال: والصواب من القول في ذلك أن يقال إن ربنا أقسم بالعصر، والعصر اسم للدهر، وهو العشي والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنًى دون معنى، فكل ما لزمه هذا الاسم فداخل فيما أقسم به جل ثناؤه. فالمراد بالعصر هو الدهر كله، الزمان كله وليس المراد به العشي كما قال بعض المفسرين: وليس المراد به الليل والنهار، وليس المراد به صلاة العصر أو ما بعد صلاة العصر، بل المراد به العصر كله وهو الزمن، والسر في القسم بالعصر وهو الدهر كله كما قال القرطبي رحمه الله تعالى لما فيه من التنبيه: لتصرف الأحوال وتبدلها وما فيها من الدلالة على الصانع. وأيضًا هو زمن تحصيل الأرباح والأعمال الصالحة للمؤمنين وزمن الشقاء للمعرضين. يعني محل الحوادث السر في كون الرب جل وعلا أقسم بالعصر لأنه محل للحوادث، وهذه الحوادث قد تكون من المؤمنين وقد تكون من الكافرين وقد تكون من فيها من الخير قد تكون من الشر، فهو محل لما ذكر وهذا يدل على أنه شيء عظيم لأن الله تعالى له أن يقسم بما شاء. ثم إذا أقسم بشيء من مخلوقاته دلّ على أن هذا المخلوق شيءٌ عظيم وفيه تنبيه العباد إليه، {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} هذا جواب القسم، لأن {وَالْعَصْرِ} قلنا الواو هنا واو القسم فلا بد له من جوابٍ، جواب القسم هو قول: ... {إِنَّ الْإِنسَانَ} ولذلك وجب هنا كسر همزة إن، والمراد بالإنسان هنا قيل: كافر. قاله ابن عباس، وقيل: جنس الناس. حينئذٍ يدخل فيه المؤمن كما يدخل فيه الكافر، فإذا قيل المراد به الكافر حينئذٍ {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} المراد به الهلاك التام والخسران التام، وأما إذا أريد بالإنسان هنا مطلق الإنسان يعني جنس الإنسان فيدخل فيه المؤمن، والمؤمن موحد ومآله إلى الجنة حينئذٍ يكون قوله: {لَفِي خُسْرٍ} المراد به من وجهٍ دون وجه، وقيل: جنس الناس كقولهم كثر الدرهم في أيد الناس تريد الدراهم. قال الطبري يقول الله عز وجل: إن ابن آدم لفي هلكت ونقصان، إن الإنسان جنس الإنسان لفي خسرٍ يعني: لفي هلكت ونقصان، وقيل: لفي غبنٍ. وقال الفراء: لفي عقوبةٍ. وكل هذه المعاني متقاربة وإذا كان كذلك حينئذٍ يحمل اللفظ على تلك المعاني {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ} هذه أداة استثناء تدل على أن ثم ما هو مخرج من الحكم السابق وهو إثبات الخسران لبعض أفراد الإنسان {إِنَّ الْإِنسَانَ} إنسان هذا في اللفظ مفرد ودخلت عليه أل فدل على أنه يفيد العموم لقوله: {إِلَّا} إذ الاستثناء معيار العموم {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} أي صدقوا الله تعالى وَوَحَّدُوه وأقروا له بالطاعة {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} يعني علموا أولاً وهذا هو دليل المسألة الأولى، لأن الإيمان مبناه على العلم والعمل، فالإيمان الشرعي مبني على ثلاثة أركان على جهة التفصيل، اعتقادٌ بالقلب وقولٌ باللسان وعمل بالجوارح والأركان.

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست