responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 17
كالقول فيما سبق العلم نوعان: فرض، ومستحب. العمل نوعان. فرض، ومستحب. وكذلك الدعوة نوعان. فرض، ومستحب. كذلك الصبر نوعان. الصبر الواجب، الصبر على الفرائض، والصبر على المحرمات الثاني. والثالث الصبر على البلايا والمصائب النازلة بالعبد. فهذه أمور ثلاثة واجبة مطلقًا على كل مكلف ومكلفة، الصبر على الفرائض الواجبات أداؤها يحتاج إلى صبر، الصلوات الخمس، صوم رمضان يحتاج إلى صبر، والزكاة تحتاج إلى صبر شحيح يحتاج إن يصبر، كذلك الحج يحتاج إلى صبر، وكذلك المحرمات وخاصة إذا تعلقت بها النفس ثم البلايا والمصائب النازلة بالعبد. فهذه أمور ثلاثة الصبر عليها واجب، ما زاد عن الحدّ الواجب هذه الثلاثة أمور فهو مستحب، فالصبر على المستحبات هذا صبرٌ مستحب، الصبر على المكروهات هذا صبرٌ مستحب، على الأذى الصبر على الأذى (أل) هنا للعموم فتفيد الأذى سواء كان بالقول أو كان بالفعل، يعني يشمل الأذى البدني ويشمل الأذى المالي والأذى النفسي، الصبر على الأذى فيه. إذًا هذا النوع مراد به النوع الواجب من نوعين الصبر، فإن من لم يصبر كان من الذين يستخفوهم الذين لا يقنون، قال الله عز وجل: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60] وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه من العجلة قال: «ولكنكم قوم تستعجلون» حينئذٍ لا بد من الصبر على الأذى في الدعوة إلى الله تعالى، ولذلك أمر الله نبيه بأن يصبر كما قال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35]. ثم قال المصنف رحمه الله تعالى: (وَالْدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى) يعني والدليل على ما ذكر من المسائل الأربع التي أوجب المصنف رحمه الله تعالى العلم والعمل والدعوة والصبر، هذه كلها المراد بها الواجبات، ولكن الآية أو السورة التي أوردها المصنف أعمّ من المستدل عليه، هذا لا بأس بأن يُذكر فرض من أفراد الدليل، ويذكر الدليل حينئذٍ يكون داخلاً في مفهوم الدليل، فالدليل أعم من المستدل عليه، لأن قوله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3] يشمل النوعين إيمان الواجب والإيمان المستحب، {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} يشمل العمل الواجب والعمل المستحب، {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} يعني دعوا إلى الله تعالى، ويشمل النوعين الواجب والمستحب، {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} هذا يشمل النوعين الواجب والمستحب. نقول ذكر الدليل الأعم والمراد به بعض أفراده هذه طريقة سلفية معروفة عند الصحابة ومن تبعهم وخاصة في باب التوحيد والشرك، والذليل على ما مضى قوله تعالى: {بِسْمِ الَلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3] {وَالْعَصْرِ} الواو هذه واو القسم، وهنا أقسم الله عز وجل بالعصر، واختلف المفسرون ما المراد بالعصر؟ هل المراد به الدهر كله أو بعضه؟ والصحيح المراد به الدهر كله.

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست