responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 15
إذًا الدعوة إليه أي العلم الشرعي، والدعوة قد تكون بالمقال، وقد تكون بالفعال، يعني قد تكون بالقول باللسان، وقد تكون بالفعل.
وهذه الدعوة، الدعوة إلى الله عز وجل لها طريقٌ رسمه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رسمه له ربه جل وعلا حيث قال الله تعالى: آمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108] وهذا يدل على أن الدعوة عبادة، الصلاة عبادة، وإذا قيل بأن الصلاة عبادة حينئذٍ لا تصح الصلاة ولا تقبل الصلاة إلا بتحقق شرطين:
الأول: الإخلاص لله عز وجل.
والثاني: المتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا أمرٌ مجمع عليه عند أهل العلم لأن العبادة لا تقبل ولا تصح إلا بتحقق هذين الشرطين. إذا تقرر ذلك في الصلاة وفي الصوم والزكاة والحج أنه لا بد من تحقق هذين الشرطين حينئذٍ لا بد أن يُسلم المرء بأن الدعوة عبادة ولا بد من تحقق هذين الشرطين وهما الإخلاص والمتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فدعوة بلا إخلاص نقول: هذا شرك. ودعوةٌ ولو مع إخلاصٍ دون متابعةٍ فهي بدعةٌ، لأن الذي ينقض الأول الإخلاص هو الشرك والذي ينقض الثاني وهو المتابعة هي البدعةٌ. إذًا قد تكون الدعوة لم يرد بها وجه الله فتكون شركًا وقد تكون الدعوة لم تطابق ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - فتكون بدعةً فليس كل من دعا إلى الله تعالى يكون على حقٍ ويكون على سنةٍ ومتابعة، لا، بل لا بد من عرض هذه الدعوة بميزان الشرع هل هي موافقة أم مخالفة، لأن الناس إنما يدعون بالكتاب والسنة وإلى الكتاب والسنة، فإذا دعوا إلى غير كتاب والسنة حينئذٍ صارت هذه الدعوة مبتدعة ومحدثة في الدين فهي مردودةُ على صاحبها. إذًا الثالثة (الْدَّعْوَةُ إِلَيْهِ).

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست