responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 14
(الْثَّالِثَةُ: الْدَّعْوَةُ إِلَيْهِ) المسألة الثالثة التي يجب تعلمها على كل مسلم ومسلمة (الْدَّعْوَةُ إِلَيْهِ). إليه أي العلم الشرعي، والدعوة فَعْلَة مأخوذة من الدعاء، والدعاء هو الطلب، فإذا أكمل العبد قوتين بالمسألة الأولى والثانية، القوى العلمية والقوة العملية حينئذٍ يجب عليه أن يُكَمِّل غيره، فَكَمَّلَ نفسه بالقوتين تَعَلَّمَ وعَمِلَ بما عَلِمَ حينئذٍ وجب أن يُكَمّل غيره، هذا أمر واجب، بمعنى أن كل علمٍ هو فرض عين وجب عليه أن يعمل به، ووجب عليه أمر ثالث وهو أن يكمل غيره بذلك العلم، ويحثه على العمل، حينئذٍ نجاة النفس لا تَكْمُلُ إلا بالدعوة إلى الله تعالى فيما علمه وعمل به من ذلك العلم الذي هو فرض عين، وهذا الذي أراد المصنف بفرض العين هنا التوحيد و (مَعِرَفَةُ الْلّهِ، وَمَعْرِفَةُ نَبِيِّهِ، وَمَعْرِفَةُ دِينِ الْإِسْلَامِ بِالْأَدِلَّةِ). إذًا الدعوة إليه هذا أراد به المصنف تكميل الغير بما كَمَّل المرء به نفسه، فإذا حصل له العلم والعمل وجب عليه السعي في الدعوة إليه جل وعلا، كما هي طريق الرسل وأتباعهم، فالعلم الواجب الدعوة إليه واجبة، والعلم المستحب الدعوة إليه مستحبة، وما كان محرمًا فالدعوة إلى تركه واجبة، ما كان محرمًا مثل ماذا؟ العلم بحرمة الزنا، العلم بحرمة الربا، حينئذٍ الدعوة أول العمل ترك هذه الأفعال واجتناب هذه الأفعال المحرمة، كيف ندعو نبين للناس أن هذا من ما حرمه الله عز وجل، حينئذٍ الدعوة تكون واجبة، وتجب على مَنْ تَعَلَّمَ العلم وقَدِر، بمعنى أن الاستطاعة شرط هنا في الوجوب، وكل أمرٍ في الشرع إنما هو مقيد بالاستطاعة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل قال الله عز وجل: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}. {مَا اسْتَطَعْتُمْ} حينئذٍ كل واجبٍ فهو مقيد بالاستطاعة، كذلك قوله جل وعلا: {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم» حينئذٍ قيد جميع الأوامر بالاستطاعة، فإذا علم وقدر حينئذٍ قلنا: هذا واجبٌ عليه. وأما الجاهل، الجاهل هل تجب عليه الدعوة أم لا؟ تحرم عليه الدعوة، لماذا؟ لأنه لا بد وأن يدعو فإذا دعا يدعو إلى أي شيء؟ إلى إعمار القلوب أو إلى إفساد القلوب؟ لا شك أنه الثاني، إذًا وأما الجاهل فلا تجب عليه بل لو دعا إلى ما لم يعلمه فقد ارتكب محرمًا، ووقع في الافتراء والقول على الله عز وجل بلا علمٍ.
الدليل على وجوب الدعوة حديث معاذ «إنك تأني قومًا من أهل كتاب فليكن أول ما تدعهم» الحديث. «فليكن» اللام هنا لام الأمر حينئذٍ يدل على الوجوب، صار قوله: «فليكن» هذا فعل أمرٍ، أو أمر عند الأصوليين لا عند النحاة، فحينئذٍ الأمر يقتضي الوجوب «فليكن أول» نقول: هذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب، حينئذٍ الدعوة واجبة. كذلك حديث علي «انفذ على رسلك ثم ادعهم». ادع نقول: هذا أمرٌ، والأمر يقتضي الوجوب، حينئذٍ الدعوة واجبة ولذلك قال الله عز وجل لنبيه {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ} [النحل: 125] ادع هذا أمر والأمر يقتضي الوجوب.

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست