responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 13
المسألة الثانية: العمل به يعني بهذا العلم، والعمل بالعلم ثمرة العلم، والعمل في الحقيقة هو ثمرة العلم، فمن عَمِل بلا علمٍ فقد شابه النصارى، ومن علم ولم يعمل فقد شابه اليهود. إذًا لا بد من العمل بالعلم، والنصوص الشرعية في الكتاب والسنة وردت في وجوب إتباع العلم بالعمل، لأن العلم منه ما هو واجب، ومنه ما هو مستحب، والعمل بالعلم الواجب واجب، والعمل بالعلم المستحب مستحب، لكن مراد المصنف في هذه المسائل الأربع هو الواجبات، ولذلك قال: (اعْلَمْ رَحِمَكَ الْلَّهُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا تَعَلُّمُ أَرْبَعِ مَسَائِلَ) العلم المستحب لا يجب تعلمه، العمل المستحب لا يجب العلم به، وإنما يستحب العمل به، فمراد المصنف من هذه المسائل الأربع هو الواجبات منها. إذًا العمل به يعني بالعلم الواجب لأن مراده هنا بالعمل هو العمل الواجب، فالنصوص الشرعية وردت في وجوب إتباع العلم بالعمل، وورد الوعيد الشديد لتارك العمل بما عَلِم، ولذلك جاء في الحديث «لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع» وذكر منها عن علمه ماذا عمل به؟ قال الفضيل بن عياض رحمه الله: لا يزال العالم جاهلاً حتى يعمل بعلمه، لا يزال العالم يعني: العالم الذي يحفظ المسائل فقط ولو بأدلتها، لا يزال العالم جاهلاً حتى يعمل بعلمه، فإذا عمل به صار عالماً لأنه لا بد من إتباع العلم بالعمل، وهذا هو الضابط في معرفة العلم النافع، قد يستشكل البعض أنه يطلب العلم ولا يدري هل هذا علمه نافع أم لا؟ لأنه ليس كل من حفظ القرآن وحفظ السنة وتعلم منهما ما تعلم أن يكون علمه نافعًا، بل قد يكون حجة عليه وإنما يكون نافعًا إذا أتبعه بالعمل، حينئذٍ يعرف من نفسه أنه ما علم مسألةً إلا وقد عمل بها هذا في المستحبات والمكروهات فضلاً عن الواجبات والمحرمات، حينئذٍ يستأنس بأن علمه نافع لأنه أتبع العلم بالعمل، وأما إذا كان يجمع العلم ولا يبالي بالعمل فهذا على خطر، ولذلك كذلك بعض الناس وحتى من طلبت العلم قد تكون عنده همة في معرفة وحفظ العلم الشرعي ولا تكون عنده همة في العمل بذلك العلم، وهذا كذلك على خطر كما أنه يسأل ويبحث ويدعو الله تعالى أن يعلمه وأن يفقه في الدين ويسأل عن أهل العلم وتكون عنده مباحثات ومذاكرات، كذلك لا بد من العناية بالعمل بما عَلِم.
إذًا المسألة الثانية: العمل به. يعني بالعلم، ومن العمل الترك لأنه إذا عَلِمَ أن صرف العبادة لغير الله شِرْك فترك الصرف حينئذٍ عَمِل بما عَلِم، ولذلك المصحح عند الأصوليين أن الترك يعتبر فعل، يعتبر من الفعل، فالفعل نوعان: منه عمل إيجاد، ومنه كفٌ.
والترك فعلٌ في صحيح المذهب
هكذا قال في مراقي السعود.
إذًا العمل به يعني بالعلم فيكون واجبًا كما أن العلم واجب، وجاء في أثرٍ: ((من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم، ومن لم يعمل بما علم أوشك الله أن يسلبه ما عَلِم)). هذا أثر أورده البعض مرفوعًا لكنه من جهة المعنى والواقع له حظٌ من الصحة.

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة المختصر نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست