(((كتاب الوحيد)) وقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ}) هذا الباب الأول، ونعنون له بباب وجوب التوحيد، أو باب حكم التوحيد، أو باب بيان حكم التوحيد، لماذا قلنا: هذا هو الباب الأول ولم نجعله مقدمة والباب الثاني؟ نقول: لأدلة. لا نرجح إلا بدليل، منها:
الأول: قال في ((تاريخ نجد)) الصفحة ثمانٍ بعد أربع مائة: في رسالة كتبها إلى بعض طلابه تكلم فيها عن تفاضل الناس في التوحيد والعلم. هذه رسالة تكلم فيها المصنف عن تفاضل الناس في التوحيد والعلم، وهذا ما ختم به كتاب ((كشف الشبهات)) نسيتم ((كشف الشبهات)) ختم في تفاضل الناس في التوحيد والعلم، فقال في هذه الرسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: إن هذه المسألة من أكثر ما يكون تكرارًا عليكم. يعني تفاضل الناس في التوحيد كان يكرره بكثرة، وأكثر المسائل هو على الجادة في هذه يكررها من أجل إيضاحها، وهي التي بُوَّب لها الباب الثاني في ... ((كتاب التوحيد)) انتهى. تفاضل الناس في التوحيد والعلم قال: هذه المسألة من أكثر ما يكرر عليكم وهي التي بُوِّبَ لها الباب الثاني في ((كتاب التوحيد)). يكفي للترجيح؟ أو بقي شيء؟ نقول: يكفي هذا. المسألة، الأمر الثاني إذًا الباب الثاني الذي أشار إليه هو (باب فضل التوحيد)، وذكر فيه التفاضل.
الدليل الثاني: أنه جعل له مسائل قال: ({وَمَا خَلَقْتُ}) الآيات ثم ذكر فيه مسائل، إذًا عامله معاملة الباب الثاني، فدل على أنه اعتبره بابًا مستقلاً، هذه الثانية أنه جعل له مسائل مثل غيره ذكر أربعًا وعشرين مسألة، مثل غيره من الأبواب فدل على أنه اعتبره بابًا أول.
الدليل الثالث: وذكر في الباب الثاني فضل التوحيد وهذا مطابق للكلام السابق، الدليل الثالث أننا نظرنا في هذا الكتاب فإذا به قال: (باب فضل التوحيد). إذا قابلناه بالنص السابق حينئذٍ نقول: هذا الباب هو الثاني لأن المصنف قد ذكره وعدّه ثانيًا.
رابعًا: قال في ((التيسير)) في الباب الثاني (باب فضل التوحيد): لَمَّا ذكر. يعني: المصنف. الشارح قال: لَمّا ذكر. يعني المصنف معنى التوحيد يعني فيما سبق ناسب ذكر فضله وتكفيره للذنوب. لَمَّا ذكر، إذًا ذكر شيئًا يتعلق بالآيات السابقة والأحاديث، ذكر ماذا؟ ذكر معنى التوحيد. والشيخ سليمان في ((التيسير)) يميل إلى أن العنوان الذي يكون للباب الأول الذي لم يُعنون له المصنف أن يكون باب معنى التوحيد. بهذا اللفظ، هكذا مال إليه في ((التيسير))، فإذا كان الأمر كذلك وأنه بابٌ أول، حينئذٍ ماذا نعنون له؟ ماذا عنى المصنف به؟ قال في ((التيسير)): ولَمَّا ذكر المصنف معنى التوحيد ناسب ذكر فضله وتكفيره للذنوب وعليه في الباب الأول في بيان معنى التوحيد. وهذا فيه نظر، فيه نظر لماذا؟ لأنه سيأتي الباب السادس (باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله) وهذا هو معنى التوحيد، فكيف يكون قد كرر الإمام مسألة واحدة في بابين، كررها في الباب الأول معنى التوحيد، ثم في الباب السادس؟ نقول: هذا فيه نظر. إذًا على كلامه أن الباب الأول في بيان معنى التوحيد وهذا فيه نظر من جهتين: