ولربما جاء هذا كمسألة استيعاب للبوذية، مع أنه يجب عدم استثناء تأثير الفيفا غروسية المحدثة، ومن الغريب أن التقمص قد دُعِي في النصوص القطبية بعبارة هي في الإغريقية تعني "إعادة الصياغة أو التشكيل" ومن المحتمل أن هنالك وراء هذا الاستخدام للكلمة أفكارًا إيرانيةً هندية قديمة حول كون الإنسان نَتاجًا لصانع الحداد سماوي، يوجب على كل روح أن تملأ بالعزيمة، تصبح فولاذية خلال النار، حتى تكون مهيأة لاجتياز عملية الانبعاث الروحي داخل الأوتون المشتعل، وتعالج الحكايات الإيرانية القديمة حول إله البرق الموضوع نفسه.
ولم يكن الإيمان المانوي بالآخرة حسبما تعلق بالفرد وأثَّر به متطابقًا مع المستقبل المعد للعالم بصورة عامة، والتفسير الذي يجب تتبعه حول هذه المسألة، هو أن ذرات النور الخالد لم يتم وقفها على الأرواح البشرية، بل كما تم الذكر من أنه كمية الضوء التي ضلت والتي لم تعد قد تم توزيعها في كل مكان من الطبيعة في النباتات والأشجار والفواكه، وفي المخلوقات الحيوانية والإنسانية أيضًا، وربطت المانوية هذه الروح الحية على الدوام مع معاناة وآلام يسوع، وهو يسوع عنصره أدنى من يسوع المتألق الذي سُلِب في عالم المادة، والممتزج مع العالم المادي.
كما اعتبرت الأشجار التي احتوت وفق النظرة المانوية على جزء كبير من النور صليبًا للمسيح، ويقول "فاوست": إن يسوع الذي هو حياة الإنسان ومخلصه معلق على كل شجرة، وإن آلام المسيح وصلبه ليس سوى قضية خاصة، أي: لحظة فردية في المسرحية الكونية للمعاناة والفداء، صداها والمعبر عنها هو يسوعُ الأدنى، وجرى التعبير عن هذا بالطريقة التالية: إننا نلاحظ في كل مكان سر يسوع المربوط إلى صليبه، حيث تظهر جروح المعاناة التي تتألم أرواحنا منها.