وهكذا جرى تفسير منحى العالم على أنه منسجم مع المراحل المختلفة لمعاناة إله كان هو في الوقت نفسه مخلصه، كما كانت قصة إنقاذه للجنس البشري حكاية لفداء هذا الإله؛ لأن الإله واحد مع جميع أرواح البشر.
إن عملية التحرير بطيئة، ولم تصل إلى تحقيق هدفها تمامًا، هذا الهدف الذي سيكون إعادة الجمع المتناسق لجميع ذرات النور، وإعادة اتحادها في عالم النور، لكن قبل أن يتحقق هذا ستكون نهاية العالم قد حلت، وستقوم مجموعة من الآلام الشديدة بنشر ذلك الحدث، وهي من نوع مشابه تمامًا لتلك الآلام المميزة للتأملات الرؤوية للديانتين اليهودية المتأخرة والمسيحة، ولإيران والشرق الأوسط، وإن مثل هذه المادة الوفيرة قد أخذها "ماني" مباشرةً مما يسمى باسم صفر الرؤيا لوقا 21، متى 24، مرقص 13.
ويمكن بوضوح استخلاص جزء من المواد من الأسفار الإيرانية، مثلًا: تتحدث قطعة تركية مانوية عن أيام الآخرة، عندما سيظهر مصر المزيف الذي يكون الثورُ مطيتَه، والحرب علامته، وتؤكد مختلف التقاليد الموروثة أن مِصر كان له بالفعل ثور يركبه، ويشير هذا المقطع إلى أن الإله مصر المزيف كان له مصر مزيف، وهو بمثابة نظيره الأخروي. ومن المحتمل أن الحدث المتعلق بمصر المزيف قد كان جزءًا مما يسمى بـ"اسم الحرب العظيمة" وهي الدرامة الرؤوية الأخيرة التي ظهرت إلى حيز الوجود بشكل خاص في المواعظ القبطية، وكانت عبارة "الحرب العظيمة" اسمًا قد اقتبسه ماني من المصطلحات الإيرانية، وهي العبارة نفسها التي استخدمت في الأوصاف الرؤوية الزروانية، وتم التنبئ بنتيجة هذه المواجهة الحاسمة على أنها انتصار لمعبد الصلاح، أي: جميع الصالحين، كما ستجتمع جماعة المصلحين المتبعثرة من جديد، وسيتم تجديد المعبد، وإنقاذ الكتب المقدسة